صفة {النُّورَ}. {أُنْزِلَ:} ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى ما قبله. {مَعَهُ:}
ظرف مكان متعلق بما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{أُنْزِلَ مَعَهُ} صلة الموصول لا محل لها، والعائد رجوع نائب الفاعل إليه. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {هُمُ:} ضمير فصل لا محل له. {الْمُفْلِحُونَ:}
خبر المبتدأ، وإن اعتبرت {هُمُ} مبتدأ ثانيا ف: {الْمُفْلِحُونَ} خبره مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الاسمية:{هُمُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة:{أُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{فَالَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{قُلْ:} هذا الخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم. {يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً:} في هذا الكلام دليل على عموم رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى كافة الخلق؛ لأن قوله:{يا أَيُّهَا النّاسُ} خطاب عام يدخل فيه جميع الناس، ثم أمره تعالى بأن يقول:{إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} يقتضي: أنه مبعوث إلى جميع الناس.
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«فضّلت على الأنبياء بستة: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون». رواه مسلم. {النّاسُ:} انظر شرحه في الآية رقم [٨٢]. {اللهِ:} انظر الآية رقم [٨٧]. {السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} انظر الآية رقم [٦/ ١]. ومن كان مالك السموات والأرض، فهو جدير بأن يعبد، ويتضرع إليه. {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:} فهذا تقرير لوحدانيته تعالى، واختصاصه بالتعظيم، والتبجيل. {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ:} انظر شرح هذه الكلمات في الآية السابقة. {الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ:} فهو وصف للنبي المذكور.
والمراد ب:(كلماته) القرآن العظيم، والتوراة. أو عيسى، عليه السّلام، فيكون فيه تعريض لليهود، وتنبيه على أن من لم يؤمن به؛ لم يعتبر إيمانه صحيحا، وفي قوله تعالى:
{يُحيِي وَيُمِيتُ} مزيد اختصاص بوحدانية الله؛ لأنه لا يقدر على الإحياء، والإماتة غيره تعالى. وانظر شرح:{كَلِمَتُ} في الآية رقم [١٣٧]. {وَاتَّبِعُوهُ:} فيه تنبيه على أن من صدق محمدا صلّى الله عليه وسلّم، ولم يتابعه بالتزام شرعه، والعمل بهديه؛ فهو لا يزال في حيز الضلالة.