للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوفة على ما قبلها. {وَمَنْ:} الواو: حرف عطف. (من): اسم موصول بمعنى الذين مبني على السكون في محل نصب معطوف على ياء المتكلم، ويجوز أن تكون (من) نكرة موصوفة.

{مَعِيَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، أو بمحذوف صفة النكرة منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من (من)، و (من) بيان لما أبهم فيها، والكلام {رَبِّ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (١٢٠)}

الشرح: {فَأَنْجَيْناهُ} أي: أنقذناه وخلصناه من إيذاء قومه له. {فِي الْفُلْكِ} أي: السفينة التي صنعها بيده كما رأيت في سورة (هود). {الْمَشْحُونِ:} المملوء بما حمل فيه من الناس، والدواب، والطير، وغير ذلك. {ثُمَّ أَغْرَقْنا} أي: بالطوفان الذي حصل بعد دعوة نوح قومه إلى الإيمان بالله تعالى تسعمئة وخمسين سنة.

هذا؛ و {الْفُلْكِ} بضم الفاء، وسكون اللام يطلق على المفرد، والجمع، والمذكر، والمؤنث، فقد أفرد سبحانه في هذه الآية وذكّر، وقال تعالى: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ} فأنث، ويحتمل الإفراد والجمع، وقال جل شأنه: {حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} فجمع، وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة إلى معنى المركب، فتذكر، وإلى معنى السفينة فتؤنث، وقد ألغز فيها الشاعر حيث قال: [الطويل]

مكسّحة تجري ومكفوفة ترى... وفي بطنها حمل على ظهرها يعلو

فإن عطشت عاشت وعاش جنينها... وإن شربت ماتت وفارقها الحمل

ولا تنس: أن أول من اخترع السفينة-وهي الفلك-نوح، على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. ومن تصميمها، وشكلها أخذت البشرية تصنع السفن، وتتطور جيلا بعد جيل، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في العصر الحاضر. هذا؛ والفلك بفتحتين: مدار النجوم، ويجمع على فلك بضمّ وسكون اللام وضمها أيضا، وعلى: أفلاك أيضا، والفلك من كل شيء: مستداره، ومعظمه، والفلكي منسوب، إلى علم الفلك.

الإعراب: {فَأَنْجَيْناهُ:} الفاء: حرف عطف. (أنجيناه): فعل ماض مبني على السكون، و (نا): ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، هذا هو الإعراب المتعارف عليه في مثل هذا اللفظ، والإعراب الحقيقي أن تقول: مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات، فيما هو كالكلمة الواحدة، وقل مثله في إعراب كل ماض اتصل به ضمير رفع متحرك، مثل ذهبت،

<<  <  ج: ص:  >  >>