وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {جاءَ:} فعل ماض. {السَّحَرَةُ:} فاعل، ومفعوله محذوف، التقدير:
جاء السحرة فرعون، وصرح به في سورة (الأعراف). والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا، ولا محل لها؛ لأنها ابتدائية على اعتبار (لما) حرفا. {قالُوا:} فعل ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لِفِرْعَوْنَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {أَإِنَّ:}
الهمزة: حرف استفهام. (إن): حرف مشبه بالفعل. {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إن) مقدم. {لَأَجْراً:} اللام: لام الابتداء. (أجرا): اسم: {إِنَّ} مؤخر. {إِنَّ:} حرف شرط.
{كُنّا:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، و (نا): ضمير متصل في محل رفع اسمها، وباقي الإعراب مثل إعراب {إِنْ كانُوا..}. إلخ في الآية السابقة بلا فارق، والكلام {أَإِنَّ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ جواب (لمّا) لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.
الشرح:{قالَ} أي: فرعون. {نَعَمْ} أي: إن لكم أجرا، ف:{نَعَمْ} حرف جواب سد مسد هذه الجملة، ومثله: أجل، وجير، وإي، وبلى، ونقيضها: لا، و {نَعَمْ} تكون لتصديق المخبر، أو إعلام المستخبر، أو وعد الطالب. {وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} أي: ولكم المنزلة الرفيعة عندي مع الأجر الكبير، فتكونون أول من يدخل، وآخر من يخرج من عندي. قال الكلبي: والآية تدل على أن كل الخلق كانوا عالمين بأن فرعون كان عبدا ذليلا، مهينا عاجزا، وإلا لما احتاج إلى الاستعانة بالسحرة. وتدل أيضا على أن السحرة ما كانوا قادرين على قلب الأعيان، وإلا لما احتاجوا إلى طلب الأجر، والمال من فرعون؛ لأنهم لو قدروا على قلب الأعيان، لقلبوا التراب ذهبا، ولنقلوا ملك فرعون لأنفسهم، ولجعلوا أنفسهم ملوك العالم، ورؤساءهم. والمقصود من هذه الآيات تنبيه الإنسان لهذه الدقائق، وأن لا يغتر بكلمات أهل الأباطيل، والأكاذيب. انتهى. جمل.
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض، والفاعل تقديره:«هو» يعود إلى فرعون. {نَعَمْ:} هذا الحرف يقوم مقام جملة كما رأيت، فهو مبني على السكون في محل نصب مقول القول. {وَإِنَّكُمْ:} الواو:
حرف عطف. (إنكم): حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها. {إِذاً:}
حرف جواب، وجزاء مهمل لا عمل له. هذا؛ وبعضهم يعتبرها ظرفا، ويعلقها بما بعدها، ويعتبر التنوين نائبا عن جملة محذوفة، وتقدير الكلام: إنكم لمن المقربين إذا غلبتم موسى، ويضعفه أن لام الابتداء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. هذا؛ ونقل السيوطي في «همع الهوامع» عن شيخه