{تَنْتَصِرانِ} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ} أي: تصدعت يوم القيامة، فصارت أبوابا لنزول الملائكة، ومثل هذه الاية قوله تعالى في سورة (الحاقة): {وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ،} وقال جل ذكره في سورة (الفرقان): {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً} وقال جل وعلا: {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ،} وقال تبارك وتعالى في سورة (الانفطار): {إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ}.
{فَكانَتْ وَرْدَةً:} فصارت كلون الورد الأحمر. وقيل: أصل لون السماء الحمرة، ولكن ترى الان زرقاء لبعدها، وكثرة الحواجز بيننا، وبينها. {كَالدِّهانِ} أي: تذوب كما يذوب الدّردي، والفضة في السبك، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها، فتارة حمراء، وتارة صفراء، وتارة زرقاء، وتارة خضراء، وذلك من شدة الأمر، وعظيم هول يوم القيامة، وشبهوا ذلك بعروق البدن، وهي حمراء كحمرة الدم، وترى بالحائل زرقاء، فإن كان هذا صحيحا، فإن السماء لقربها من النواظر يوم القيامة، وارتفاع الحواجز ترى حمراء؛ لأنه أصل لونها، وعلى كل حال فالاية فيها تشبيه تمثيلي لا يخفى.
الإعراب:{فَإِذَا:}(الفاء): حرف استئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {اِنْشَقَّتِ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {السَّماءُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها.
{فَكانَتْ:}(الفاء): حرف عطف، (كانت): فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. {وَرْدَةً:} خبر (كانت) واسمها ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى (السماء)، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها، وجوابها محذوف التقدير: فما أعظم الهول! وقيل: الجواب قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ..}. إلخ. {كَالدِّهانِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف صفة {وَرْدَةً،} أو بمحذوف حال من اسم (كانت) المستتر، وإن اعتبرت الكاف اسما؛ فالمحل لها على جميع الوجوه، وتكون مضافة، و (الدهان) مضاف إليه.
الشرح:{فَيَوْمَئِذٍ} أي: فيوم تنشق السماء. {لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ:} قيل: لا يسألون عن ذنوبهم؛ لتعلم من جهتهم؛ لأن الله تعالى قد علمها منهم، وكتبتها الحفظة عليهم.
وهذه رواية عن ابن عباس-رضي الله عنهما-. وعنه أيضا: لا تسأل الملائكة المجرمين؛ لأنهم