للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلامة نصب {هُدىً} فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها. {لِبَنِي:} متعلقان ب‍: {هُدىً،} أو بمحذوف صفة له، وأجيز تعليقهما بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و (بني): مضاف، و {إِسْرائِيلَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة، أو للعلمية، والتركيب المزجي.

{أَلاّ:} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: اعتبار (أن) بمعنى: «أي» مفسرة لما تضمنه الكتاب من الأمر والنهي. والثاني: اعتبار (لا) زائدة، والتقدير: مخافة أن تتخذوا. والثالث: اعتبار «أن» زائدة.

وضعفه الجمل؛ لأن هذا ليس من مواضع زيادتها، وعلى هذا فالفعل {تَتَّخِذُوا} مجزوم بلا الناهية على الوجه الأول والثالث، ومنصوب على الوجه الثاني، وعلامة الجزم، أو النصب حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية على الوجه الأول: مفسرة لا محل لها، وفي محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: وقلنا لهم: لا تتخذوا. هذا؛ وعلى وجه النصب، وهو الثاني: فتؤوّل (أن) مع الفعل بمصدر في محل جر بالإضافة لمصدر محذوف يقع مفعولا لأجله، التقدير: مخافة اتخاذكم. هذا؛ ويقرأ: {أَلاّ تَتَّخِذُوا} على (أن) ناصبة، و (لا): نافية، والفعل منصوب ب‍: (أن)، و (أن) والفعل في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف؛ إذ التقدير: لئلا يتخذوا، والجار والمجرور بعد السبك يتعلقان بالفعل (جعلنا). {مِنْ دُونِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {وَكِيلاً:} مفعول به ثان، فيكون الجار والمجرور متعلقين بمحذوف مفعول أول.

هذا؛ وأجيز تعليقهما ب‍: {وَكِيلاً،} أو بمحذوف حال منه.

{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (٣)}

الشرح: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ:} المعنى: يا ذرية من حملنا مع نوح كونوا كما كان نوح عليه السّلام في العبودية، والانقياد، وفي كثرة الشكر لله تعالى، يفعل الطاعات، ويجتنب المعاصى والسيئات. هذا؛ ويقرأ ذرية بتثليث الذال، مع تشديد الراء والياء. وانظر الآية رقم [٢٣] من سورة (الرعد). {إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً} أي: إن نوحا عليه السّلام كان كثير الشكر لله. وقيل في شكره:

إنه كان يسمي الله ويحمده في كل حالاته: من طعام، وشراب، ولباس، وكل حركاته، وسكناته.

وانظر شرح (الشكر) في الآية رقم [٧ و ٣٧] من سورة (إبراهيم) عليه السّلام. وانظر قصة نوح مع قومه في سورة (هود) عليه السّلام وفي سورة (الأعراف). وفي الآية إيماء إلى أن جميع المخلوقات بعد نوح من ذرية الذين نجوا معه في السفينة، وهو ممّا يؤيد: أن الطوفان عمّ الأرض كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>