للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو أمر رسوله، فدعا بالشيء اليسير، فيصير كثيرا، أو كان لا ينفد. {وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ} أي: لا يفهمون حكمة الله، وتدبيره، فلذلك يقولون ما يقولون من مقالات الكفر، والضلال، وإن الله عز وجل إذا أراد شيئا؛ فإنما يقول له: كن فيكون.

الإعراب: {هُمُ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية فيها معنى التعليل للكلام السابق. قال أبو السعود: استئناف جار مجرى التعليل لفسقهم. انتهى. أو لعدم هداية الله لهم.

{يَقُولُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية مع مقولها صلة الموصول، لا محل لها. {لا:} ناهية. (تنفقوا): فعل مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، {عَلى مَنْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، و {عِنْدَ} مضاف، و {رَسُولِ} مضاف إليه، و {رَسُولِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة. {يَنْفَضُّوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» المضمرة بعد {حَتّى} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، و «أن» المضمرة والفعل {يَنْفَضُّوا} في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل {يَنْفَضُّوا}.

{وَلِلّهِ:} (الواو): واو الحال. (لله): متعلقان بمحذوف خبر مقدم: {خَزائِنُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، وإعادة لفظ الجلالة، و {خَزائِنُ:} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على {السَّماواتِ}.

{وَلكِنَّ:} (الواو): حرف عطف. (لكنّ): حرف مشبه بالفعل. {الْمُنْفِقِينَ:} اسم (لكن) منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {لا:} نافية. {يَفْقَهُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، ومفعوله محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لكنّ)، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها، والرابط في الأولى رابط في الثانية، وانظر مجيء الحال من المضاف إليه في الاية رقم [١٠] من سورة (الممتحنة).

{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨)}

الشرح: {يَقُولُونَ:} القائل هو: عبد الله بن أبيّ ابن سلول. وقد ذكرت لك ذلك مفصلا فيما سبق. {لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ} أي: رجعنا من هذه الغزوة غزوة بني المصطلق، وعدنا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>