للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {عَسى:} فعل ماض جامد، مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {رَبُّهُ:}

اسم {عَسى} والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{إِنْ:} حرف شرط جازم. {طَلَّقَكُنَّ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والكاف مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير جازم، وجواب الشرط محذوف، لدلالة ما قبله عليه، والجملة الشرطية معترضة بين اسم {عَسى} وخبرها، لا محل لها، واعترض بها اهتماما، ومبادرة إلى تخويفهن، والمصدر المؤول من: {أَنْ يُبْدِلَهُ} في محل نصب خبر {عَسى} ويجب تأويله باسم الفاعل؛ لأن المصدر لا يخبر به عن الجثة، {أَزْواجاً:} مفعول به ثان. والمفعول الأول الضمير. {خَيْراً:} صفة {أَزْواجاً،} وجملة: {عَسى..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {مِنْكُنَّ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {خَيْراً،} والنون حرف دال على جماعة الإناث.

{مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ:} صفات متعددة ل‍: {أَزْواجاً}. هذا؛ وقال الجمل: إما نعت، وإما حال، أو منصوب على الاختصاص. والمعتمد ما قدمته، وهو النعت.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦)}

الشرح: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} هذا نداء من الله تعالى للمؤمنين بأكرم وصف، وألطف عبارة، أي: يا من صدقتم بالله ورسوله، وتحليتم بالإيمان؛ الذي هو زينة الإنسان. {قُوا أَنْفُسَكُمْ:} احفظوها. {وَأَهْلِيكُمْ} أي: مروهم بالخير، وانهوهم عن الشر، وعلموهم، وأدبوهم.

ويدخل تحت الأهل: الزوجة، والأولاد، والإخوة إن كانوا صغارا، وكل من له عليه الإنسان القوامة، وسلطة الأمر والنهي، قال تعالى في سورة (طه) رقم [١٣٢]: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها} قال الكيا: فعلينا تعليم أولادنا، وأهلينا الدين، والخير. انتهى.

أقول: كيف لا؟ والرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كلّكم راع، ومسؤول عن رعيّته، الإمام راع، ومسؤول عن رعيّته، والرجل راع في أهله، ومسؤول عن رعيّته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيّتها، والخادم راع في مال سيّده، ومسؤول عن رعيّته. كلكم راع ومسؤول عن رعيّته». رواه البخاري، ومسلم عن ابن عمر-رضي الله عنهما-. وعن الحسن بن علي-رضي الله عنهما-عن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله سائل كلّ راع عمّا استرعاه: حفظ، أم ضيّع؛ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته». رواه ابن حبان في صحيحه.

وعن جابر بن سمرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لأن يؤدّب الرجل ولده خير له من أن يتصدّق بصاع» رواه الترمذي، وعن أيوب بن موسى عن أبيه، عن جده: أن رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>