قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى قراءة الفعل بالنون، يكون التقدير: نفعل في أموالنا الذي، أو شيئا نشاؤه، أو نفعل مشيئتنا، وعلى قراءة الفعل بالتاء، يكون التقدير: تفعل في أموالنا الذي، أو شيئا تشاؤه، أو تفعل مشيئتك، وجملة:{تَأْمُرُكَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ. {إِنَّكَ}: حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {لَأَنْتَ}: اللام: هي المزحلقة. (أنت): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْحَلِيمُ}: خبر أول. {الرَّشِيدُ}: خبر ثان، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن، هذا؛ ويجوز اعتبار الضمير فصلا لا محل له من الإعراب، و {الْحَلِيمُ} و {الرَّشِيدُ} يكونان خبرين ل (إنّ)، ودخلت اللام على ضمير الفصل؛ لأنه إذا جاز أن تدخل على الخبر، فدخولها على الفصل أولى؛ لأنه أقرب إلى المبتدأ من الخبر، وأصلها أن تدخل على المبتدأ، بعد هذا لعلك تدرك معي: أن الآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة:
الشرح:{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي}: ما أحراك أن تنظر شرح هذا الكلام إفرادا وجملا في الآية رقم [٢٨]{وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً} أي: رزقا حلالا، قيل: كان شعيب على نبينا، وعليه أزكى تحية وأفضل سلام كثير المال الحلال والنعمة، وقيل:(الرزق الحسن):
ما آتاه الله من العلم، والهداية، والنبوة، والمعرفة، ولا بأس به؛ لأن قوله {عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} يشير إلى العلم، والنبوة.. ، وجواب {إِنْ} الشرطية محذوف؛ إذ التقدير: أرأيتم إن كنت على علم، ومعرفة من ربي، ورزقني المال الحلال الكثير، فهل يسعني مع هذه النعم العظيمة أن أخون في وحيه، أو أن أخالف أمره، أو أتبع الضلال، أو أبخس الناس أشياءهم، وهذا الجواب شديد المطابقة لما تقدم، وذلك لأنهم قالوا له:{إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ،} والمعنى: فكيف يليق بالحليم الرشيد أن يخالف أوامر ربه، وله عليه هذه النعم العظيمة؟! انتهى. خازن بتصرف.
{وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ} أي: ما أريد أن آتي ما أنهاكم عنه؛ لأستبدّ به دونكم، فلو كان صوابا لآثرته، ولم أعرض عنه، فضلا عن أن أنهى عنه، يقال: خالفت زيدا إلى كذا: إذا قصدته وهو مولّ عنه، وخالفته عنه إذا كان الأمر بالعكس. {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} أي: ما أريد إلا إصلاحكم بأمري بالمعروف ونهيي عن المنكر ما دمت أستطيع الإصلاح، فلو وجدت الصلاح فيما أنتم عليه؛ لما نهيتكم عنه. {وَما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللهِ}: وما توفيقي