للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل جر صفة (فرش)، أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم، وهذا على تفسير (فرش) بالنساء، وأما على تفسيره بما يفرش في الأرض من الأثاث؛ فالجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة، لا محل لها. {إِنْشاءً:}

مفعول مطلق. {فَجَعَلْناهُنَّ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {أَبْكاراً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {عُرُباً:} صفة ثانية لموصوف محذوف، والصفة الأولى {أَبْكاراً؛} إذ التقدير: فجعلناهن أزواجا {أَبْكاراً} عربا، و {أَتْراباً} صفة ثالثة. {لِأَصْحابِ:} متعلقان ب‍: (أنشأنا)، أو ب‍: (جعلنا)، وهو أولى لقربه، و (أصحاب) مضاف، و {الْيَمِينِ} مضاف إليه. {ثُلَّةٌ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم ثلة، والجملة الاسمية في محل جر صفة (أصحاب اليمين) على اعتبار (أل) فيه للجنس، وفي محل نصب حال منه على اعتبار (أل) فيه للتعريف، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها. {مِنَ الْأَوَّلِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة {ثُلَّةٌ}. {وَثُلَّةٌ:} الواو:

حرف عطف. (ثلة): معطوفة على ما قبله. {مِنَ الْآخِرِينَ:} متعلقان بمحذوف صفة (ثلة).

{وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤)}

الشرح: {وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ:} الشمال، والمشأمة بمعنى واحد. وانظر اختلاف العبارة برقم [٢٧]. فقد ذكر الله منازل أهل النار، ومالهم، وسماهم أصحاب الشمال؛ لأنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم. {فِي سَمُومٍ:} السموم: الهواء الحار؛ الذي يدخل في مسامّ البدن، والمراد هنا: حر النار، ولفحها. {وَحَمِيمٍ} أي: ماء حار قد انتهى حره، وهذا إذا أحرقت النار أكبادهم، وأجسادهم؛ فزعوا إلى الحميم، كالذي يفزع من النار إلى الماء ليطفئ به الحر، فيجده حميما حارا في نهاية الحرارة، والغليان. قال تعالى في سورة (محمد صلّى الله عليه وسلّم): {وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ} الاية [١٥]. وقال تعالى في سورة (الكهف) رقم [٢٩]: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}. {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} أي: يفزعون من السموم، والحميم إلى الظل، كما يفزع أهل الدنيا إلى الظل من شدة الحر، فيجدونه ظلا من يحموم؛ أي: من دخان جهنم، وهو أسود شديد السواد، وهو كقوله تعالى في سورة (المرسلات): {اِنْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}.

وقال الضحاك: النار سوداء، وأهلها سود، وكل ما فيها أسود. انتهى. قال تعالى في سورة (المرسلات): {إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ}. وقال ابن زيد: اليحموم: جبل في جهنم يستغيث إلى ظله أهل النار. {لا بارِدٍ} بل هو حار؛ لأنه من دخان شفير جهنم. {وَلا}

<<  <  ج: ص:  >  >>