تعالى في سورة (الصافات) موبخا، ومؤنبا لهم:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ..}. إلخ الآية رقم [١٤٩] وما بعدها. وانظر الإسراء رقم [٤٠].
الإعراب:(يجعلون): مضارع مرفوع، والواو فاعله. {لِلّهِ:} متعلقان بما قبلهما.
{الْبَناتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، وعليه فالجملة القسمية معترضة بين الجملتين المتعاطفتين. {سُبْحانَهُ:} مفعول مطلق لفعل محذوف، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو من إضافته لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا، والجملة الحاصلة منه، ومن فعله المحذوف معترضة لا محل لها.
{وَلَهُمْ:} الواو: حرف استئناف. (لهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: ولهم الذي، أو شيء يشتهونه، والجملة الاسمية هذه مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط:
الواو، والضمير، أو هي معطوفة على الجملة الفعلية قبلها، وعليهما فالجملة التنزيهية معترضة لا محل لها.
هذا ويجوز اعتبار {ما} معطوفة على {الْبَناتِ،} فيكون الجار والمجرور (لهم) متعلقين بالفعل بعدهما، وهما في محل نصب مفعول به على أن (يجعلون) بمعنى: يختارون، وهو وإن أفضى إلى أن يكون ضمير الفاعل والمفعول لشيء واحد، لكنه لا يبعد تجويزه في المعطوف، مع أنه مقرر في القواعد النحوية: أن اتحاد الفاعل والمفعول لا يجوز في غير باب «ظنّ» وأخواتها، وما ألحق بها من فقد، وعدم، سواء تعدّى الفعل إلى ضميره بنفسه، أو بحرف الجر، فلا يجوز: أن زيد ضربه؛ أي: ضرب نفسه، ولا زيد مرّ به؛ أي: مرّ بنفسه، ويجوز زيد ظنه قائما، وزيد فقده، وعدمه؛ أي: ظن نفسه قائما، وفقد نفسه، وعدمها. انتهى. جمل وبيضاوي بتصرف كبير مني، وأجاز ابن هشام في المغني عطف (لهم) على {لِلّهِ،} وقدّر الكلام:
الشرح:{وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى:} البشارة: عبارة عن الخبر السار الذي يظهر على بشرة الوجه أثر الفرح به، ولمّا كان ذلك الفرح والسرور يوجبان تغير بشرة الوجه؛ كان كذلك الحزن والغم يظهر أثره على الوجه، وهو الكمودة التي تعلو الوجه عند حصول الغم والحزن، فثبت بهذا: أن البشارة لفظ مشترك بين الخبر السار، والخبر المحزن، فصح قوله تعالى:{وَإِذا}