الإعراب:{فَوَ رَبِّ:} الفاء: حرف استئناف. (وربّ): جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. و (ربّ): مضاف، و {السَّماءِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَالْأَرْضِ:} الواو: حرف عطف. (الأرض): معطوف على ما قبله. {إِنَّهُ:}
حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {لَحَقٌّ:} اللام: هي المزحلقة. (حق): خبر: (إنّ)، والجملة الاسمية جواب القسم، لا محلّ لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف، لا محلّ له. {مِثْلَ:} يقرأ بالرفع صفة: (حق)، أو خبر ثان، أو على أنهما خبر واحد، مثل: حلو حامض، و {ما} زائدة على الأوجه الثلاثة. انتهى. عكبري. ويقرأ بالفتح وفيه وجهان:
أحدهما: هو معرب، ثم في نصبه على هذا أوجه: إما هو حال من النكرة؛ أي: حق، أو من الضمير فيها، أو على إضمار: أعني، أو على أنه مرفوع الموضع، ولكنه فتح كما فتح الظرف في قوله تعالى:{لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} الاية رقم [٩٤] من سورة (الأنعام) على قول الأخفش، و {ما} على هذه الأوجه زائدة أيضا. والوجه الثاني: هو مبني، وفي كيفية بنائه وجهان: أحدهما: أنه ركب مع (ما) كخمسة عشر، و {ما} على هذا يجوز أن تكون زائدة، وأن تكون نكرة موصوفة. والثاني: أن تكون بنيت؛ لأنها أضيفت إلى مبهم، وفيها نفسها إبهام. وقد ذكر مثله في قوله تعالى:{وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} رقم [٦٦] من سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، فتكون {ما} على هذا أيضا، إما زائدة، وإما بمعنى شيء، وأما المصدر المؤول من:{أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} فيجوز أن يكون في محل جر بإضافة: {مِثْلَ} إليه؛ إذا جعلت {ما} زائدة، وأن يكون بدلا منها؛ إذا كانت بمعنى شيء، ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار: أعني، أو في موضع رفع على تقدير: هو أنكم تنطقون. انتهى. عكبري بتصرف.
هذا؛ والتركيب الذي ذكره تركيب مزج، مثل: كلما، وطالما، وأينما، وقلما، فيقال في إعرابه:(مثلما) مبني على السكون في محل رفع على أنه صفة ل: (حق) و (مثلما) مضاف، والمصدر المؤول من:{أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} في محل جر بالإضافة. انتهى. جمل بتصرف. هذا؛ ونقل القرطبيّ عن الزّجّاج، والفرّاء جواز اعتبار {مِثْلَ} صفة مصدر محذوف. التقدير: لحق حقا مثل نطقكم، و {ما} زائدة للتوكيد، ونقل عن بعض الكوفيين صحة اعتبار {مِثْلَ} منصوبا على نزع الخافض، التقدير: كمثل نطقكم، و {ما} زائدة. انتهى. هذا؛ وجملة:{تَنْطِقُونَ} في محل رفع خبر (أن).
الشرح: ذكر الله قصة إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-ليبين بها: أنه أهلك المكذب بآياته، كما فعل بقوم لوط، وقد مضى الكلام في ضيف إبراهيم، وما جرى لهم