للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانظر الشرح وقيل: بدل من {لَغْواً} وهو ضعيف، وجملة: {لا يَسْمَعُونَ..}. إلخ مستأنفة، أو هي في محل نصب حال من {عِبادَهُ} والمعنى يؤيده وقيل: حال من {جَنّاتِ عَدْنٍ} والمعنى لا يؤيده.

{وَلَهُمْ:} الواو: واو الحال. (لهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {رِزْقُهُمْ:} مبتدأ مؤخر، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {فِيها:} متعلقان بالمصدر، أو هما متعلقان بمحذوف حال منه {بُكْرَةً:} ظرف زمان متعلق بالمصدر أيضا.

{وَعَشِيًّا:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {وَلَهُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وهي حال متداخلة وهو أقوى من اعتبارها مستأنفة.

{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣)}

الشرح: {تِلْكَ الْجَنَّةُ} أي: الموصوفة بما ذكر. والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكل مؤمن عاقل.

{الَّتِي نُورِثُ مِنْ..}. إلخ: ندخرها لهم، ونكرمهم بها جزاء لهم، ومكافأة على تقواهم، كما نورث الوارث مال مورثه، والميراث أقوى لفظ يستعمل في التمليك، والاستحقاق، من حيث إنه لا يعقب بفسخ، ولا استرجاع بإقالة، ونحوها، ولا يبطل بردّ، ولا إسقاط، فهو من باب التشبيه التمثيلي البليغ. وقيل: يرى المتقون من الجنة المساكن، والمنازل التي كانت لأهل النار لو آمنوا، وعملوا الصالحات، وذلك زيادة في كرامة المتقين. هذا؛ والإضافة إضافة تشريف.

وانظر (نا) في الآية رقم [٤٩] وانظر (التقوى) في الآية رقم [٢] من سورة (النحل).

الإعراب: {تِلْكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {الْجَنَّةُ:} خبره. والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {الَّتِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة {الْجَنَّةُ}. {نُورِثُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:

«نحن» ومفعوله الأول: محذوف، وهو عائد الموصول. {مِنْ عِبادِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز تعليقهما ب‍: {تَقِيًّا} و (نا): في محل جر بالإضافة. {مِنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {كانَ:} ماض ناقص، واسمه يعود إلى {مِنْ} وهو العائد. {تَقِيًّا:}

خبر {كانَ} والجملة الفعلية صلة (من) لا محل لها، وجملة: {نُورِثُ..}. إلخ صلة {الَّتِي}.

{وَما نَتَنَزَّلُ إِلاّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤)}

الشرح: {وَما نَتَنَزَّلُ إِلاّ بِأَمْرِ رَبِّكَ..}. إلخ: هذه الآية حكاية قول جبريل عليه الصلاة والسّلام حين استبطأه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما سئل عن قصة أصحاب الكهف، وذي القرنين، والروح، ولم يدر ما يجيب، ورجا أن يوحى إليه فيه، فأبطأ عليه خمسة عشر يوما. وقيل: أربعين؛ حتى قال

<<  <  ج: ص:  >  >>