للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتفريق. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الْحَقَّ:} اسمها. {لِلّهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها، و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (علموا)، والجملة الفعلية هذه معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {وَضَلَّ:} الواو: حرف عطف. (ضل): فعل ماض. {عَنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: ضل عنهم الذي، أو شيء كانوا يفترونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل رفع فاعل، التقدير: ضل عنهم افتراؤهم. {كانُوا:} فعل ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة: {يَفْتَرُونَ} في محل نصب خبر (كان).

{إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦)}

الشرح: {إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى:} قال القرطبي رحمه الله تعالى: لما قال تعالى:

{وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها} بيّن أن قارون أوتيها، فاغتربها، ولم تعصمه من عذاب الله، كما لم تعصم فرعون، ولستم أيها المشركون بأكثر عددا، ومالا من فرعون، وقارون، فلم ينفع فرعون جنوده، وأمواله، ولم ينفع قارون قرابته من موسى، ولا كنوزه. قال النخعي، وقتادة، وغيرهما: كان ابن عمّ موسى لحّا، وهو قارون، بن يصهر، بن قاهث، بن لاوي، بن يعقوب، وموسى بن عمران، بن قاهث. انتهى.

{فَبَغى عَلَيْهِمْ:} تكبر عليهم، وأراد أن يكون بنو إسرائيل تحت أمره. وقيل: أمّره فرعون على بني إسرائيل، فجعل يظلمهم، ويستبد بهم. {وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ:} من الأموال المدخرة.

وقيل: أظفره الله بكنز من كنوز يوسف، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وقيل:

سميت أمواله كنوزا؛ لأنه كان ممتنعا من أداء الزكاة، وبسبب ذلك عادى موسى، عليه السّلام.

{ما إِنَّ مَفاتِحَهُ} أي: مفاتح كنوزه، جمع مفتح-بكسر الميم، وفتح التاء-فيكون المراد به الآلة المعروفة، ويؤيده قراءة: (مفاتيح) في سورة (الأنعام) ويكون قد حذف منه عند الجمع الألف التي تقلب ياء في صيغة منتهى الجموع، كما قيل في جمع: مصباح: مصابح، وفي جمع: محراب: محارب، أو هو جمع مفتح-بفتح الميم، وكسر التاء-كمخزن وزنا، ومعنى، وهو الخزانة. وقال النسفي: والأصوب: أنها المقاليد، والمعتمد الأول بدليل قوله تعالى:

{لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} أي: لتثقلهم، وتميل بهم؛ إذا حملوها. قال النمر بن تولب الصحابي-رضي الله عنه-، قيل: إنه عمر مائتي سنة: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>