وكلاهما عائد على {رَبِّ السَّماواتِ،} والرابط في الجملة الحالية: الضمير فقط. وجملة:
{وَيُمِيتُ} معطوفة عليها. {رَبُّكُمْ:} بدل، أو بيان، أو صفة ل:{رَبِّ السَّماواتِ} على قراءتي:
الجر، والرفع. وقال أبو البقاء: أي: هو ربكم. أي: أنه خبر لمبتدأ محذوف، ويجوز أن يكون خبرا آخر، وأن يكون فاعل:{وَيُمِيتُ،} وفي {يُحْيِي} ضمير يرجع إلى ما قبله، أو على شريطة التفسير، وفي اعتباره فاعلا ضعف ظاهر. {وَرَبُّ:} معطوف على ما قبله، و (ربّ) مضاف، و {آبائِكُمُ} مضاف إليه. {الْأَوَّلِينَ:} صفة: {آبائِكُمُ} مجرور... إلخ.
{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩)}
الشرح: المعنى ليسوا موقنين فيما يظهرونه من الإيمان في قولهم: الله خالقنا، وخالق السموات والأرض، بل هم في شك كبير من أمر البعث بعد الموت، فهم يلعبون، ويسخرون.
قال شيخ زاده: التفات من الخطاب إلى الغيبة، فقال:{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} تحقيرا لشأنهم، وإبعادا لهم عن موقف الخطاب، لكونهم من أهل الشك، والامتراء، وكون أفعالهم الهزء واللعب لعدم التفاتهم إلى البراهين القاطعة، وعدم تمييزهم بين الحق، والباطل، والضار، والنافع. ويقال لمن أعرض عن المواعظ: لاعب، وهو كالصبي الذي يلعب، فيفعل ما لا يدري عاقبته.
الإعراب:{بَلْ:} حرف إضراب. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِي شَكٍّ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وجملة:{يَلْعَبُونَ} في محل رفع خبر ثان، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها.
الشرح: المعنى: انتظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان ظاهر حاله، لا يشك أحد في أنه دخان. وفي هذا الدخان أقوال ثلاثة: الأول: أنه من أشراط الساعة لم يجيء بعد، وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما، يملأ ما بين السماء والأرض، فأمّا المؤمن فيصيبه منه مثل الزكام، وأما الكافر، والفاجر فيدخل في أنوفهم فيثقب مسامعهم، ويضيق أنفاسهم، وهو من آثار جهنم يوم القيامة. وممن قال: إن الدخان لم يأت بعد: علي، وابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة، وزيد بن علي، والحسن، وابن أبي مليكة، وغيرهم-رضي الله عنهم أجمعين-.
وفي صحيح مسلم عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع النبي صلّى الله عليه وسلّم علينا، ونحن نتذاكر الساعة، فقال:«ما تذاكرون؟». قالوا: نتذاكر الساعة. قال: «إنّها لن تقوم