الفاعل المستتر، أو من:(الدين). {فِطْرَتَ:} مفعول به على الإغراء بفعل محذوف، تقديره:
الزموا فطرة، أو: عليكم فطرة، أو: اتبعوا فطرة، وقدر بالجمع لقوله:{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ..}. إلخ في الآية التالية، وقال الطبري:{فِطْرَتَ} مصدر من معنى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} لأن معنى ذلك: فطر الله الناس على ذلك فطرة، وانظر إعراب:{صُنْعَ اللهِ} في الآية رقم [٨٨] من سورة (النمل).
و {فِطْرَتَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {الَّتِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة: {فِطْرَتَ}. {فَطَرَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره:«هو» يعود إلى الله. {النّاسَ:} مفعول به. {عَلَيْها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الفعلية:{فَأَقِمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إن». {تَبْدِيلَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {لِخَلْقِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {لا،} و (خلق) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الاسمية:{لا تَبْدِيلَ..}. إلخ في محل نصب حال مؤكدة لمضمون الكلام السابق مثل «أنت أخي حقا». {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له.
{الدِّينُ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له. {الْقَيِّمُ:} خبر المبتدأ.
هذا؛ وإن اعتبرت (الدين) خبر المبتدأ، و (القيم) صفته، فالمعنى لا يأباه، وانظر ما ذكرته في سورة (يوسف) رقم [٤٠] وانظر تتمة الإعراب في الآية رقم [٦].
الشرح:{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ:} راجعين إليه، من: أناب إذا رجع مرة بعد مرة. وقيل: منقطعين إليه، ومنه أخذ اسم الناب؛ لأنه قاطع، فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله عزّ وجلّ بالطاعة، والمفرد: منيب، وأصله:«منيب» على وزن مفعل؛ لأنه من الرباعي كما ترى، فقل في إعلاله:
اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الياء إلى النون قبلها، بعد سلب سكونها، فصار «منيب» ومثله قل في إعلال «مبين» ونحوه. (اتقوه): خافوه، وامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه. {(أَقِيمُوا الصَّلاةَ)}:
أدوها على الوجه الأكمل، وقد شرحت ذلك كثيرا. {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ:} بأي نوع من أنواع الشرك، فإن الشرك لا يكون مقصورا على عبادة الحجارة، أو عبادة الشمس، والقمر، أو عبادة فرد من الناس، لا؛ فإن الرياء بالعمل شرك، وإن من اعتقد: أن لمخلوق في هذا الكون تأثيرا في شيء من الأشياء؛ فقد أشرك، وإن من اعتقد: أن فلانا؛ ضره، أو نفعه، ولم يعز ذلك إلى الله؛ فقد أشرك، ومن يقول: إن فلانا سبب في النفع، أو الضر؛ فلا بأس به شرعا مع اعتقاده: أنه من الله.