للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين المرتدّين ومانعي الزكاة في المحاربة، والقتال، كما هو معلوم ومشهور، وخذ قول أبي العتاهية الصّوفي، رحمه الله: [الكامل]

أقم الصّلاة لوقتها بشروطها... فمن الضّلال تفاوت الميقات

وإذا اتّسعت برزق ربّك فاجعلن... منه الأجلّ لأوجه الصّدقات

في الأقربين وفي الأباعد تارة... إنّ الزّكاة قرينة الصّلوات

هذا؛ وقال القرطبيّ-رحمه الله تعالى في غير هذا الموضع-: وفي حديث: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من فرّق بين ثلاث، فرّق الله بينه وبين رحمته يوم القيامة، من قال: أطيع الله ولا أطيع الرسول، والله يقول: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ،} ومن قال: أقيم الصّلاة، ولا أوتي الزكاة، والله يقول: {وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ} ومن فرّق بين شكر الله وشكر والديه، والله عزّ وجلّ يقول:

{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ». انتهى. {لَهُمْ أَجْرُهُمْ..}. إلخ: انظر الآية رقم [٢٦٢] ففيها الكفاية.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها.

{وَعَمِلُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، والجملتان بعدها معطوفتان عليها، لا محل لهما أيضا.

{الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنّه جمع مؤنث سالم، وهو صفة لموصول محذوف. {لَهُمْ أَجْرُهُمْ..}. إلخ: انظر الآية رقم [٢٦٢] ففيها الكفاية، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة لا محلّ لها.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨)}

الشرح: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} انظر الآية رقم [٢٥٤] ففيها الكفاية، فالله يأمر عباده المؤمنين بتقواه، وينهاهم عمّا يقرّبهم إلى سخطه، ويبعدهم عن رضاه، والمعنى: خافوا الله، وراقبوه فيما تفعلون، {وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا} أي: اتركوا ما لكم على الناس من الزيادة على رءوس الأموال بعد هذا الإنذار. {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ:} مصدقين بما شرع الله لكم من تحليل البيع، وتحريم الربا، وغير ذلك.

وقد ذكروا: أنّ هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير، من ثقيف، وبني المغيرة من بني مخزوم، كان بينهم ربا في الجاهلية، فلمّا جاء الإسلام، ودخلوا جميعا في الإسلام؛ طلبت ثقيف أن تأخذه منهم. فتشاوروا، وقالت بنو المغيرة: لا نؤدّي الربا في الإسلام، فكتب عتّاب ابن أسيد والي مكة بعد فتحها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية، فكتب بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،

<<  <  ج: ص:  >  >>