الحال. ({أَنْتُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {تَشْهَدُونَ:} فعل مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من تاء الفاعل، والرابط: الواو والضمير، وقيل: معطوفة على جملة: {أَقْرَرْتُمْ} ومؤكّدة لها.
الشرح:{ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ:} هذا خطاب لليهود المعاصرين للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وقتل أنفسهم مثل سفك دمائهم في الآية السابقة بلا فارق. {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ} أي: يخرج بعضكم بعضا من ديارهم. {تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ:} أي: تتعاونون عليهم بالمعصية، والظلم، والعدوان. وقرئ:(«تظّاهرون») بتشديد الظاء، وتخفيفها، وأصلها:
تتظاهرون، فمن قرأ بتشديد الظاء؛ فقد أدغم التاء الثانية في الظّاء، ومن قرأ بتخفيف الظاء، فهو على حذف إحدى التاءين، وهذا الحذف كثير في القرآن الكريم، وفي اللّغة العربية. هذا؛ والعدوان: تجاوز لحدود الله، والطّغيان. والإثم: الذنب الذي يستحقّ عليه صاحبه الذّمّ. هذا؛ والإثم: اسم من أسماء الخمرة، قال الشاعر:[الوافر]
{وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ} أي: تنقذوهم، وتفكّوهم من الأسر بالمال وغيره. ويقرأ {أُسارى} و «أسرى» مثل: سكارى، وسكرى، ومثل هذه الآية رقم [٦٧] من سورة (الأنفال) وسمّي الأسير أسيرا لشدّه بالإسار، وهو القدّ، أي: الحبل الذي يشدّ به وثاقه، فسمّي كلّ أخيذ أسيرا، وإن لم يشدّ به. هذا؛ والأسر: الخلق، قال تعالى في سورة الدّهر:{نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ} وأسرة الرجل: رهطه؛ لأنه يتقوّى بهم.
{وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ:} الحرام في الأصل: كلّ ممنوع، قال تعالى:{وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ} فالحرمات: كل ممنوع منك ممّا بينك وبين غيرك، وقولهم: لفلان بي حرمة، أي: أنا ممتنع من مكروهه. وحرمة الرّجل. محظورة به عن غيره، وقوله تعالى:{وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} فالمحروم هو الممنوع من المال، والتلذّذ به. والإحرام بالحجّ هو المنع من أمور معروفة.
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ} أي: بعض التّوراة، وهو أخذ الفداء. {وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} أي: ببعض التوراة، وفيها تحريم القتل، والمظاهرة، والإخراج من الديار بالظّلم. {فَما}