{إِلَى النُّورِ:} متعلقان به أيضا، {بِإِذْنِ:} متعلقان به أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف حال من فاعله، أو من مفعوله وتقدير الأول: مأذونا لك، وتقدير الثاني: مأذونا لهم، و (إذن): مضاف، و {رَبِّهِمْ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِلى صِراطِ:} الجار والمجرور بدل من {إِلَى النُّورِ} وأجاز الزمخشري الاستئناف، كأنه قيل: إلى أي نور، فقيل:{إِلى صِراطِ..}. إلخ، و {صِراطِ:} مضاف، و {الْعَزِيزِ:} مضاف إليه. {الْحَمِيدِ:} بدل من {الْعَزِيزِ} أو عطف بيان عليه، وقيل: نعت له، ولا أسلمه؛ لأنهما اسمان من أسماء الله الحسنى، والاسم لا يوصف بالاسم.
الشرح:{اللهِ:} انظر الآية رقم [٤٠] من سورة (الرعد). {الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} أي: ملكا، وخلقا، وعبيدا، واختراعا. هذا؛ وإطلاق {ما} على ما ذكر فيه تغليب، لأن فيه كثيرا من العقلاء. هذا؛ وفي الكلام تهديد، ووعيد لمن ترك عبادة من يستحق العبادة، وعبدوا من لا يملك شيئا في السموات والأرض، بل هو مملوك لله؛ لأنه من جملة ما خلق في هذا الكون.
هذا {(وَيْلٌ):} كلمة تقولها العرب لكل من وقع في هلكة، وأصلها في اللغة العذاب والهلاك.
وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-الويل: شدة العذاب، وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الويل واد في جهنّم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا، قبل أن يبلغ قعره». أخرجه الترمذي. هذا؛ والويل: مصدر لم يستعمل منه فعل؛ لأن فاءه وعينه معتلتان، ومثله ويح، وويس، وويب، وهو لا يثنى، ولا يجمع، وقيل: يجمع على ويلات بدليل قول امرئ القيس: [الطويل]
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة... فقالت: لك الويلات إنّك مرجلي
وإذا أضيفت هذه الأسماء؛ فالأحسن النصب على المفعولية المطلقة، وإذا لم تضف؛ فالأحسن فيها الرفع على الابتداء، وهي نكرات، وساغ ذلك لتضمنها معنى خاصا. هذا؛ و {(وَيْلٌ):} نقيض الوأل، وهو النجاة.
أقول: وقد ينادى الويل إذا أضيف لياء المتكلم، أو نا، وسبقته أداة النداء، وانظر:
{يا وَيْلَتى} في الآية رقم [٧٢] من سورة (هود) عليه السّلام، وانظر:{يا وَيْلَتَنا} في الآية رقم [٥٠] من سورة (الكهف)، ولا تنس: أنه قد أنث الويل في الآيتين المذكورتين.