للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلّى الله عليه وسلّم قام إلى جعفر ابن عمه حين قدم من الحبشة، واعتنقه، وقام طلحة بن عبيد الله لكعب ابن مالك يوم تيب عليه. وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم للأنصار حين طلع عليهم سعد بن معاذ في غزوة بني قريظة: «قوموا لسيّدكم». وقال أيضا صلّى الله عليه وسلّم: «من سرّه أن يتمثّل له الناس قياما؛ فليتبوأ مقعده من النار». وذلك يرجع إلى حال الرجل، ونيته، فإن انتظر ذلك، واعتقده لنفسه؛ فهو ممنوع. وإن كان على طريق البشاشة، والوصلة؛ فإنه جائز، وخاصة عند الأسباب كالقدوم من السفر، ونحوه. انتهى. قرطبي. أقول: ولا بأس به عند المماثلة، والمكافأة، وأعني بذلك: أن الشخص إن كان يقوم لمن يقوم له، ويحترمه؛ فلا بأس! وأما إن كان لا يقوم للناس، ويريد أن يتمثل له الناس قياما؛ فهذا الحرام، فإنه من الكبر، والغطرسة، والعجرفة بغير حق.

الإعراب: {أَلا:} الهمزة: حرف استفهام دخلت على (لا) النافية للتوبيخ، والتأنيب.

{يَظُنُّ:} فعل مضارع. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل، والكاف حرف خطاب لا محل له. {أَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {مَبْعُوثُونَ:} خبر (أنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {يَظُنُّ}. {لِيَوْمٍ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {مَبْعُوثُونَ}. {عَظِيمٍ:} صفة (يوم).

{يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق ب‍: {مَبْعُوثُونَ،} أو هو متعلق بفعل محذوف يدل عليه {مَبْعُوثُونَ} والمعنى: يبعثون يوم. وقيل: بدل من (يوم) وهو مبني على الفتح في محل جر. وقيل: منصوب بفعل محذوف، التقدير: أعني، أو اذكر. وجملة: {يَقُومُ النّاسُ} في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {لِرَبِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (رب) مضاف، و {الْعالَمِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد، والإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣)}

الشرح: {كَلاّ:} ردع، وتنبيه؛ أي: ردعهم عما كانوا عليه من التطفيف، والغفلة عن البعث، والحساب، والجزاء، ونبههم على أنه مما يجب أن يتاب عنه، ويندم عليه، ثم أتبعه وعيد الفجار على العموم؛ لذا فليرتدعوا عنه! فعلى هذا تم الكلام هنا. وقيل: {كَلاّ} ابتداء يتصل بما بعده على معنى: حقا.

{إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ} أي: الذي كتبت فيه أعمالهم. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: إن أرواح الفجار وأعمالهم. {لَفِي سِجِّينٍ:} قال ابن عمر-رضي الله عنهما-: هي الأرض السابعة

<<  <  ج: ص:  >  >>