للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمييز. {وَأَضَلُّ:} معطوف على {شَرٌّ}. {سَبِيلاً:} تمييز، والجملة الاسمية: {أُوْلئِكَ..}.

إلخ مستأنفة على الأوجه المتقدمة في الموصول، وفي محل رفع خبره على اعتباره مبتدأ، وجملة: {الَّذِينَ..}. إلخ سواء أكانت فعلية، أم اسمية، فهي مستأنفة، لا محل لها.

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥)}

الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} أي: التوراة. {وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ..}. إلخ: الواو في هذه الآية لمطلق الجمع، ولا تفيد ترتيبا؛ لأن من المعلوم أن إيتاء التوراة، كان بعد إيتاء الرسالة لموسى وهارون بنحو من ثلاثين سنة، وكذلك الفاء في الآية التالية لا تفيد تعقيبا ولا ترتيبا؛ لأن كلا من الجعل والقول، كان قبل إيتاء التوراة كما علمت. وانظر شرح الآية رقم [٢٩] من سورة (طه) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. هذا؛ وقال البيضاوي في معنى {وَزِيراً:} يوازره في الدعوة، وإعلاء الكلمة، ولا ينافي ذلك مشاركته في النبوة، فإن المتشاركين في الأمر متوازران عليه، وأيضا فقد كان يبعث في الزمن الواحد أنبياء، ويؤمرون بأن يوازر بعضهم بعضا.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. اللام: واقعة في جواب القسم. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {آتَيْنا:} فعل، وفاعل. {مُوسَى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف. {الْكِتابَ:} مفعول به ثان. وجملة: {وَلَقَدْ..}. إلخ جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له، المراد منه تسلية النبي صلّى الله عليه وسلّم بحكاية ما جرى بين الأنبياء وبين أقوامهم حكاية إجمالية كافية فيما هو المقصود. (جعلنا):

فعل، وفاعل. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {أَخاهُ:} مفعول به أول منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء في محل جر بالإضافة. {هارُونَ:} بدل من {أَخاهُ،} أو عطف بيان عليه. {وَزِيراً:} مفعول به ثان. هذا؛ وقيل: {وَزِيراً} حال، والمفعول الثاني (معه) ولا وجه له، وجملة: {وَجَعَلْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. هذا؛ وانظر إعراب:

{وَلَقَدْ} في سورة (طه) رقم [٣٧] فهو جيد.

{فَقُلْنَا اِذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦)}

الشرح: {فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ} أي: إلى فرعون وقومه. {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} أي:

فذهبا إليهم، فأبلغاهم الرسالة، فكذبوهما. هذا؛ وقال الجمل: إن كان المراد بالآيات مصنوعات الله تعالى الدالة على انفراده بالملك والعبادة، فالأمر ظاهر، وإن كان المراد بها

<<  <  ج: ص:  >  >>