للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظروف، وهذا جواب عن إشكال، وهو أن ما بعد (إلا) لا يكون معمولا لما قبلها إلا أن يكون مستثنى منه، نحو ما قام إلا زيدا القوم، أو تابعا للمستثنى منه، نحو ما جاءني أحد إلا زيدا خير من عمرو. انتهى. جمل نقلا عن كرخي، وانظر الآية رقم [١٠٢] من سورة (الإسراء).

وهو يقرأ بهمز وبدونه، و {بادِيَ}: مضاف، و {الرَّأْيِ}: مضاف إليه، وجملة: {اِتَّبَعَكَ..}.

إلخ في محل نصب مفعول به ثان، أو هي في محل نصب حال من كاف الخطاب على نحو ما رأيت في الجملة السابقة، وعلى اعتبار الجملة حالا ف‍ «قد» قبلها مقدرة. تأمل. وجملة: {وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {لَكُمْ عَلَيْنا}: كلاهما متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ}: حرف جر صلة. {فَضْلٍ}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، هذا؛ ويجوز في الفعل {نَرى} ما جاز في سابقيه من الاعتبارين، فعلى اعتباره قلبيا يكون {عَلَيْنا} متعلقين بالفعل على اعتبارهما مفعولا ثانيا تقدم على الأول الذي هو {مِنْ فَضْلٍ} وعلى اعتباره بصريا يجوز اعتبار {عَلَيْنا}: متعلقين بمحذوف حال من {فَضْلٍ}: كان صفة له... إلخ على نحو ما رأيت في الآية رقم [٣]، وجملة: {وَما نَرى..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول. {بَلْ}: حرف عطف وإضراب. {نَظُنُّكُمْ}: مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «نحن»، والكاف مفعول به أول. {كاذِبِينَ}: مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ} معطوفة على ما قبلها، فهي من مقول الملأ أيضا.

{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨)}

الشرح: {قالَ يا قَوْمِ..}. إلخ: لقد احتج المشركون على نوح-عليه السّلام-في الآية السابقة بثلاث شبه: بقولهم: {ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا... ،} وبقولهم: {وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ..}.

إلخ، وبقولهم: {وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا..}. إلخ، وقد أجابهم عن هذه الثلاثة إجمالا بما في هذه الآية، وتفصيلا بما في الآية رقم [٣١] الآتية. {أَرَأَيْتُمْ}: قال سليمان الجمل رحمه الله تعالى:

استعمال (أرأيت) في الإخبار مجاز، أي: أخبروني عن حالتكم العجيبة، ووجه المجاز: أنه لما كان العلم بالشيء سببا للإخبار عنه، والأبصار به طريقا إلى الإحاطة به علما، وإلى صحة الإخبار عنه؛ استعملت الصيغة التي لطلب العلم، أو لطلب الإبصار في طلب الخبر لاشتراكهما في الطلب... انتهى.

{إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ}: على حجة وبرهان. {مِنْ رَبِّي}: انظر الآية رقم [٣] {وَآتانِي رَحْمَةً}:

وأعطاني ومنحني رحمة من فضله، وهي النبوة والرسالة. {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}: فخفيت عليكم، فلم

<<  <  ج: ص:  >  >>