للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخازن-رحمه الله تعالى-: فإن قلت: الرزاق في الحقيقة هو الله عز وجل، لا رازق للخلق غيره، فكيف قال: وإن الله لهو خير الرازقين؟ قلت: قد يسمى غير الله رازقا على المجاز، كقوله: رزق السلطان الجند؛ أي: أعطاهم أرزاقهم، وأن الرازق في الحقيقة هو الله تعالى، وقيل: لأن الله تعالى يعطي من الرزق ما لا يقدر عليه غيره. هذا؛ وانظر شرح (خير) في الآية رقم [٤٤] من سورة (الكهف).

الإعراب: (الذين): مبتدأ، وجملة: {هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} صلته، وانظر تفصيل الإعراب في الآية السابقة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {قُتِلُوا:} ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة، لا محل لها مثلها، وجملة: {ماتُوا} معطوفة أيضا عليها لا محل لها مثلها. {لَيَرْزُقَنَّهُمُ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف. (يرزقنّهم:) مضارع مبني على الفتح لا تصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف لا محل له، والهاء مفعول به. {اللهِ:} فاعل. {رِزْقاً:} مفعول به ثان، أو هو مفعول مطلق مؤكد للفعل. {حَسَناً:} صفة له، والجملة الفعلية جواب القسم المحذوف لا محل لها، والقسم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَالَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها في الآيتين السابقتين لا محل لها مثلهما. {وَإِنَّ:} الواو: واو الحال. (إن): حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:} اسمها. {لَهُوَ:} اللام: هي المزحلقة. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {خَيْرُ:} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إن)، وإن اعتبرت الضمير فصلا فيكون (خير) خبر (إنّ) ودخلت اللام على الضمير الفصل؛ لأنه إذا جاز أن تدخل على خبر (إنّ) فدخولها على ضمير الفصل أولى؛ لأنه أقرب إلى المبتدأ من الخبر، وأصلها أن تدخل على المبتدأ. و (خير) مضاف، و {الرّازِقِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، والجملة الاسمية: {وَإِنَّ اللهَ..}. إلخ في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، والضمير، أو هي مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وانظر الآية رقم [٧] من سورة (العنكبوت) ففيها بحث قيم يتعلق بوقوع الجملة القسمية خبرا عن الموصول كما في هذه الآية.

{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩)}

الشرح: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ:} الضمير يشمل من قتل في سبيل الله مجاهدا، ومن مات حتف أنفه.

{مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ:} هو الجنة، ونعيمها الدائم، يكرمون به، ولا ينالهم فيه مكروه. هذا؛ ويقرأ {مُدْخَلاً} بضم الميم من الرباعي، وبفتحها من الثلاثي، فعلى الأول هو مصدر على صورة اسم المفعول، وكثيرا ما يرد المصدر كذلك، نحو قوله تعالى: {بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها} ويحتمل أن يكون اسم مكان، وعلى الثاني هو اسم مكان، ويحتمل أن يكون مصدرا

<<  <  ج: ص:  >  >>