للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مِنْهُ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به؛ لأن (من) دالة على التبعيض.

{سِرًّا:} مفعول مطلق؛ إذ التقدير: إنفاق سر، أو هو حال بمعنى: مسرا. {وَجَهْراً:} معطوف على ما قبله، وجملة: {يُنْفِقُ مِنْهُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {فَهُوَ يُنْفِقُ..}. إلخ مستأنفة ومفرعة عما قبلها، لا محل لها. {هَلْ:} حرف استفهام معناه التوبيخ، والإنكار. {يَسْتَوُونَ:} مضارع مرفوع.. إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها {الْحَمْدُ:} مبتدأ. {اللهُ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة أيضا.

{بَلْ:} حرف عطف وإضراب. {أَكْثَرُهُمْ:} مبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:

{لا يَعْلَمُونَ} مع المفعول المحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٦)}

الشرح: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ:} وهذا مثل آخر ضربه الله لنفسه ولما يعبدون من الأوثان. {أَحَدُهُما أَبْكَمُ:} أخرس لا يفهم، ولا يفهم غيره. {لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ:} من الصنائع والتدابير لعجزه التام، ونقصانه الكامل. {وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ} أي: ثقيل على من يلي أمره، ويعوله. {أَيْنَما يُوَجِّهْهُ} أي: حيثما يرسله، ويصرفه في طلب حاجة، أو كفاية مهمّ. {لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} أي: لا يأت بنجح؛ لأنه أخرس عاجز، لا يحسن الكلام، ولا يفهم. {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ} أي: الموصوف بالصفات المذمومة، من البكم، وعدم القدرة، والضعف. {وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} أي: من هو سليم الحواس، كريم الطباع، نفاع، ذو كفايات، ذو رشد، يأمر الناس بالعدل والخير. {وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي: على سيرة صالحة، ودين قويم، فيجب أن يكون الآمر بالعدل عالما قادرا، مستقيما في نفسه؛ حتى يتمكن من الأمر بالعدل. والجواب:

لا يستويان!.

وهذا مثل ثان ضربه الله لنفسه، ولما يفيض على عباده من إنعامه، ويشملهم به من آثار رحمته، وألطافه، وللأصنام التي هي أموات جمادات لا تضر، ولا تنفع، ولا تسمع، ولا تنطق، ولا تعقل، وهي كلّ على عابديها؛ لأنها تحتاج إلى كلفة الحمل، والنقل، والخدمة. وقيل:

كلا المثلين للمؤمن، والكافر. وقيل غير ذلك، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

هذا؛ وجمع أبكم: بكم، مثل أعمى، وعمي، وأصم، وصمّ، قال تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ}. المولى: يطلق، ويراد به المعبود بحق، كما يطلق على السيد، والعبد،

<<  <  ج: ص:  >  >>