للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: فاهتدائي بسبب إيحاء ربي إليّ، والجملة الاسمية على التقديرين في محل جزم جواب الشرط. {يُوحِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {إِلَيَّ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {رَبِّي:} فاعل {يُوحِي} مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء: في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها.

{سَمِيعٌ:} خبر (إن). {قَرِيبٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية تعليل للاهتداء، والجملة الفعلية:

{قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١)}

الشرح: {وَلَوْ تَرى:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكل من يتأتّى منه الرؤية، والتبصر، والاعتبار. {إِذْ فَزِعُوا:} عند الموت، أو عند البعث، والخروج من القبور. وقال السدي: هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم بسيوف الملائكة، فلم يستطيعوا فرارا، ولا رجوعا إلى التوبة. وقال سعيد بن جبير: هو الجيش الذي يخسف بهم في البيداء، فيبقى منهم رجل واحد، فيخبر الناس بما لقي أصحابه. فيفزعون، وذلك أن ثمانين ألفا يغزون الكعبة ليخربوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم، كذا قاله ابن عباس-رضي الله عنهما-. وهذا يكون في آخر الزمان.

والمعتمد الأول، و (لو) و {إِذْ} والأفعال التي هي: {فَزِعُوا} و (أخذوا) في هذه الآية، و {(حِيلَ بَيْنَهُمْ)} في الآية الأخيرة كلها للمضي، والمراد بها الاستقبال، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٣٢].

{فَلا فَوْتَ:} فلا مهرب، ولا محيص؛ بل: ولا ملجأ لهم. {وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ:} من الموقف إلى النار، أو أخرجوا من القبور. وقيل: من حيث كانوا، فهم من الله قريب، لا يعجزون الله، ولا يفوتونه.

الإعراب: {وَلَوْ:} الواو: حرف استئناف. (لو): حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.

{تَرى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنت»، ومفعوله محذوف. تقديره: الكافرين، أو المجرمين، أو حالهم. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل قبله. {فَزِعُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها، وجملة: {تَرى..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:

لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب (لو) محذوف، التقدير: لرأيت أمرا فظيعا، وهولا عظيما. وأجيز اعتبار: (لو) للتمني، فلا تحتاج إلى جواب حينئذ، والأول أقوى. و (لو) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>