للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (من) بيان لما أبهم في {ما}. {اِبْتِغاءَ:} مفعول لأجله، وهو مضاف، و {الْفِتْنَةِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة.

{وَما:} الواو: واو الحال. {ما:} نافية. {يَعْلَمُ:} فعل مضارع. {تَأْوِيلِهِ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِلاَّ:} حرف حصر. {اللهُ:} فاعله. والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل: {تَشابَهَ} المستتر، والرابط الواو، والضمير. {وَالرّاسِخُونَ:} قال مجاهد وحده: معطوف على لفظ الجلالة، واحتجّ له بعض أهل اللّغة. فقال: معناه: والراسخون في العلم يعلمونه قائلين: آمنا. وقال ابن مسعود، وابن عباس، وأبيّ بن كعب، وعائشة-رضي الله عنهم-: مستأنف على أنه مبتدأ، والوقف التام على لفظ الجلالة. {فِي الْعِلْمِ:} متعلقان ب‍ ({الرّاسِخُونَ}). {يَقُولُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال على قول مجاهد، وفي محل رفع خبر: ({الرّاسِخُونَ}) على قول ابن عباس... إلخ، ومثل هذه الآية الكريمة قول الشاعر: [مجزوء الكامل]

الرّيح تبكي شجوها... والبرق يلمع في الغمامه

ف‍ «البرق» يجوز اعتباره مبتدأ، والجملة بعده خبره، ويجوز عطفه على الريح، والجملة في محل نصب حال منه. {آمَنّا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.

{بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {كُلٌّ:} مبتدأ. {مِنْ عِنْدِ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و {عِنْدِ} مضاف، و {رَبِّنا} مضاف إليه مجرور، و (نا): في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية مفيدة للتعليل لا محل لها.

{وَما:} الواو: حرف استئناف. ({ما}): نافية. {يَذَّكَّرُ:} فعل مضارع. {إِلاَّ:} حرف حصر.

{أُولُوا:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {أُولُوا} مضاف، و {الْأَلْبابِ} مضاف إليه. والجملة الاسمية مستأنفة، أو هي معترضة في آخر الكلام، لا محل لها على الاعتبارين، وفيها مدح للرّاسخين في العلم بجودة الذّهن، وحسن النّظر.

{رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ (٨)}

الشرح: هذه الآية من دعاء الراسخين في العلم، ويجوز أن يكون المعنى: قل يا محمد! ويقال: إزاغة القلب: فساد، وميل عن الحقّ، والدين. وهل كانوا يخافون-وقد هدوا-أن ينقلهم الله إلى الفساد؟ والجواب: لعلّهم سألوا إذ هداهم الله ألا يبتليهم بما يثقل عليهم من الأعمال، فيعجزوا عنه. وقال ابن كيسان-رحمه الله تعالى-: سألوا أن لا يزيغوا، فيزيغ الله

<<  <  ج: ص:  >  >>