للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل اليد بيضاء كشعاع الشمس. {إِلاّ سِحْرٌ مُفْتَرىً} أي: سحر تعمله أنت، ثم تفتريه على الله.

أو: هو سحر موصوف بالافتراء كسائر أنواع السحر، وليس بمعجزة من عند الله تعالى.

{وَما سَمِعْنا بِهذا} أي: بالذي تدعونا إليه. {فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ:} وكلامهم هذا لا يخلو من أن يكونوا كاذبين في ذلك، وقد سمعوا، وعلموا بنحوه، أو يريدوا: أنهم لم يسمعوا بمثله في فظاعته، أو ما كان الكهان يخبرون بظهور موسى، ومجيئه بما جاء به. وهذا دليل على أنهم حجوا، وبهتوا وما وجدوا ما يدفعون به ما جاءهم من الآيات إلا قولهم: هذا سحر، وبدعة لم يسمعوا بمثلها. وانظر ما حدث عند إلقاء العصا بين يدي فرعون، وانقلابها حية في الآية رقم [٤٥] من سورة (الشعراء).

الإعراب: {فَلَمّا:} الفاء: حرف عطف. (لما): انظر الآية رقم [١٤]. {جاءَهُمْ:} فعل ماض، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {مُوسى:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {بِآياتِنا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {بَيِّناتٍ:} حال من (آياتنا) منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة: {جاءَهُمْ..}. إلخ لا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا، وفي محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا. {قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فَلَمّا:} نافية. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {إِلاّ:} حرف حصر. {سِحْرٌ:} خبر المبتدأ. {مُفْتَرىً:} صفة {سِحْرٌ} مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها، والجملة الاسمية: {ما هذا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالُوا..}. إلخ جواب (لمّا) لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَما:}

الواو: حرف عطف. (ما): نافية. {سَمِعْنا:} فعل، وفاعل. {بِهذا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء حرف تنبيه مقحم بينهما، لا محل له. {فِي آبائِنَا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من اسم الإشارة، والعامل حرف التنبيه. {الْأَوَّلِينَ:} صفة: {آبائِنَا} مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، واعتبارها حالا من واو الجماعة ليس بعيدا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

{وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ (٣٧)}

الشرح: أي: قال موسى: ربي أعلم منكم بحال من أهّله الله للفلاح الأعظم؛ حيث جعله نبيا، وبعثه بالهدى، ووعده حسن العقبى، يعني: نفسه، ولو كان ساحرا مفتريا كما تزعمون؛

<<  <  ج: ص:  >  >>