للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: سماع إنصاف، وتدبر، وتفكر؛ لأن سماع القلوب هو النافع لاسماع الآذان، فمن سمع آيات القرآن بقلبه، وتدبرها، وتفكر فيها؛ انتفع، ومن لم يسمع بقلبه؛ لم ينتفع بالآيات {فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

هذا و «يسمعون» من الأفعال الصوتية، إن تعلق بالأصوات، تعدى إلى مفعول واحد، وإن تعلق بالذوات تعدى إلى اثنين، والثاني منهما: جملة فعلية، مصدرة بمضارع من الأفعال الصوتية مثل قولك: سمعت فلانا يقول كذا، وهذا اختيار الفارسي، واختار ابن مالك، ومن تبعه أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حال؛ إن كان المتقدم معرفة، وصفة؛ إن كان نكرة، مثل قولك: سمعت رجلا يقول كذا. وانظر شرح: {لِقَوْمٍ} في الآية رقم [٣١].

الإعراب: {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {أَنْزَلَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الله)، وهو العائد. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {السَّماءِ،} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا. {السَّماءِ:} مفعول به، وجملة: {أَنْزَلَ..}.

إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

(أحيا): ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله). {بِهِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما. {الْأَرْضَ:} مفعول به. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، أو بمحذوف حال من {الْأَرْضَ} و {بَعْدَ:} مضاف، و {مَوْتِها:} مضاف إليه، و (ها) في محل جر بالإضافة، وجملة: {فَأَحْيا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {إِنَّ:}

حرف مشبه بالفعل. {فِي ذلِكَ:} متعلقان بمحذوف خبر {إِنَّ} مقدم، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَآيَةً:} اللام: لام الابتداء. (آية): اسم {إِنَّ} مؤخر. {لِقَوْمٍ:}

متعلقان بمحذوف صفة (آية)، وجملة: {يَسْمَعُونَ} في محل جر صفة (قوم)، والجملة الاسمية:

{إِنَّ فِي..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ (٦٦)}

الشرح: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً} أي: في خلق الأنعام، والتفكر فيها لدلالة على قدرة الله تعالى. وانظر شرح {الْأَنْعامِ} في الآية رقم [٥]. {نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ:} الضمير يعود إلى (الأنعام) وإنما ذكّره، ووحّده هنا مراعاة للفظه، وأنثه في الآية رقم [٥] وفي سورة (المؤمنون) الآية رقم [٢١] للمعنى، فإن الأنعام اسم جمع؛ ولذلك عده سيبويه في المفردات المبنية على «أفعال» كأخلاق، وكقولهم: ثوب أكياش. ومن قال: إنه جمع «نعم» جعل الضمير للبعض، فإن اللبن لبعضها، دون جميعها، أو لواحده، أو له على المعنى، فإن المراد به الجنس. هذا؛ ويقرأ

<<  <  ج: ص:  >  >>