للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطف. {يَقُولُونَ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {تَقَوَّلَهُ:} ماض، والفاعل تقديره: «هو» يعود إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولم يتقدم له ذكر لعلمه من المقام، وسترى مزيدا من ذلك في سورة (الواقعة) رقم [٨٣] إن شاء الله تعالى. والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.

{بَلْ:} حرف عطف. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤)}

الشرح: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} أي: بقرآن يشبهه من تلقاء أنفسهم. {إِنْ كانُوا صادِقِينَ:}

في أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم اختلقه، وافتراه، واصطنعه من عند نفسه، وهم فرسان البلاغة، ورجال الفصاحة. قال سليمان الجمل-رحمه الله تعالى-: مراتب تحدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس عامة، وقريشا خاصة بالقرآن أربعة:

أولها: أنه تحداهم بكل القرآن، كما في قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ..}. إلخ الاية رقم [٨٨] من سورة (الإسراء).

ثانيها: أنه تحداهم بعشر سور، قال تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ..}. إلخ الاية رقم [١٣] من سورة (هود) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

ثالثها: أنه تحداهم بسورة واحدة، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ..}. إلخ الاية رقم [٢٣] من سورة (البقرة)، وقوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ..}. إلخ الاية رقم [٣٨] من سورة (يونس) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

رابعها: أنه تحداهم بحديث مثله. قال تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ..}. إلخ الاية التي نحن بصدد شرحها، فهذا مجموع الدلائل التي ذكرها الله تعالى في إثبات: أن القرآن معجز. انتهى.

هذا؛ واعتبر محمد علي الصابوني الأول من التحدي العام لجميع الخلائق، والثلاثة بعده من التحدي الخاص؛ الذي جاء للعرب خاصة، وعلى الأخص منهم كفار قريش، كما تحداهم بالقرآن كله في سورة (القصص) في قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} رقم [٤٩].

الإعراب: {فَلْيَأْتُوا:} (الفاء): هي الفصيحة لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: فإن قالوا: اختلقه؛ فليأتوا... إلخ. (اللام): لام الأمر. (يأتوا): مضارع مجزوم بلام الأمر،

<<  <  ج: ص:  >  >>