للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما {الزَّكاةَ} فهي في اللغة: النماء، والتطهير. وفي الشرع: اسم لمال مخصوص يدفع لأشخاص معلومين مذكورين في الآية رقم [٦٠] من سورة (التوبة)، وقد خص الله الصلاة، والزكاة بالذكر؛ لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية، وشرعت لذكر الله، و {الزَّكاةَ} أفضل العبادات المالية، وفرضت للفقير، ومجموعهما التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله. وانظر الصلاة التي تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، والتي لا تنهاه في الآية رقم [٤٥] من سورة (العنكبوت).

{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ:} المراد بالآخرة: الحياة الثانية التي تكون بعد الموت، ثم بعد البعث، ثم بعد الحساب، والجزاء، ودخول الجنة، والخلود فيها، أو دخول النار، والخلود فيها.

تنبيه: قال زاده: ولما كان إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة مما يتكرر، ويتجدد في أوقاتهما؛ أتى بهما فعلين، ولما كان الإيقان بالآخرة أمرا ثابتا مطلوبا دوامه؛ أتى به جملة اسمية، وجعل خبرها مضارعا للدلالة على: أن إتقانهم مستمر على سبيل التجدد. انتهى. جمل. هذا؛ ولا تنس: أن هذه الآية مذكورة بحروفها كاملة في الآية رقم [٣] من سورة (النمل) والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه، وهو الموفق، والمعين.

الإعراب: {الَّذِينَ:} يجوز فيه أن يكون في محل جر على الاتباع للمحسنين على البدلية، أو على الوصفية، وأن يكون في محل نصب على أنه مفعول به لفعل محذوف، تقديره: أعني. وأن يكون في محل رفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هم الذين، وهو مبني على الفتح في محل جر، أو في محل نصب، أو في محل رفع. {يُقِيمُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {الصَّلاةَ:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، وجملة:

{وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بِالْآخِرَةِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {هُمْ:} ضمير فصل لا محل له من الإعراب، أو هو توكيد للمبتدإ، وجملة: {يُوقِنُونَ} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {هُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وأجيز عطفها على جملة الصلة، كما أجيز اعتبارها مستأنفة، ومعترضة في آخر الكلام، ولا محل لها على جميع الاعتبارات.

{أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)}

الشرح: {أُولئِكَ:} الإشارة إلى المحسنين الذين وصفوا في الآية السابقة بالأعمال المجيدة، والصفات الحميدة. {عَلى هُدىً:} على هداية، وتوفيق. {مِنْ رَبِّهِمْ} للقيام بالأعمال المذكورة. {الْمُفْلِحُونَ:} الفائزون بالجنة، الناجون من النار، فهو اسم فاعل من: أفلح الرجل:

فاز ببغيته، ومراده. وأصله: «مؤفلح» حذفت الهمزة منه كما رأيت مثله في الآية رقم [٣] من

<<  <  ج: ص:  >  >>