والدّور. قال عمرو بن معدي كرب الزّبيدي-رضي الله عنه-في ذلك-وهو في فتح القريب المجيب رقم [٥٩٧] وفي كتابنا: «فتح رب البرية» رقم [٤٨٥] -: [البسيط]
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به... فقد تركتك ذا مال وذا نشب
هذا؛ وقد قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: «من تواضع لغنيّ لغناه؛ فقد ذهب ثلثا دينه». وإنّما كان كذلك؛ لأنّ الإيمان متعلّق بثلاثة أشياء: المعرفة بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان، فإذا تواضع بلسانه، وأعضائه؛ فقد ذهب الثّلثان، فإذا انضمّ إليه القلب؛ فقد ذهب الكلّ.
الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسمه. {كَفَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة {الَّذِينَ}. {لَنْ:} حرف ناصب. {تُغْنِيَ:} فعل مضارع منصوب ب {لَنْ} وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. قال القرطبيّ-رحمه الله تعالى-: وقرأ الحسن: («يغني») بالياء، وسكون الياء الآخرة للتخفيف، وأنشد الفرّاء: [الرجز]
كأنّ أيديهنّ بالقاع القرق... أيدي جوار يتعاطين الورق
{عَنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَمْوالُهُمْ:} فاعل. {تُغْنِيَ} والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ} والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها. الواو: حرف عطف.
({لا}): صلة لتأكيد النفي. {أَوْلادُهُمْ:} معطوف على ما قبله، والهاء فيهما في محل جرّ بالإضافة. {مِنَ اللهِ:} متعلقان بالفعل {تُغْنِيَ} وهما في محل نصب مفعول به. {شَيْئاً:}
مفعول مطلق، أو نائب عنه، وجوز أن يكون مفعولا به، وعليه فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال منه كان صفة له، فلما قدّم عليه صار حالا على القاعدة الّتي ذكرتها مرارا.
({أُولئِكَ}): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له.
{هُمْ:} ضمير فصل لا محل له من الإعراب أو هو مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. {وَقُودُ:}
خبر: ({أُولئِكَ}): أو هو خبر الضّمير، وعليه فالجملة الاسمية في محل رفع خبر ({أُولئِكَ}) و {وَقُودُ} مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية: {وَأُولئِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١)}
الشرح: {كَدَأْبِ} الدأب: العادة، والشّأن، والحال. وهو أيضا مصدر: دأب في عمله يدأب، دأبا، ودءوبا: إذا وجد، واستمرّ فيه. وهو من باب: قطع. وهو بمعانيه كلّها تفتح الهمزة، وتسكن، قال امرؤ القيس في معلقته رقم [٦] [الطويل]
كدأبك من أمّ الحويرث قبلها... وجارتها أمّ الرّباب بمأسل