متصل في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور. {يَتَوَكَّلُونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط الواو والضمير، أو هي مستأنفة، وجوز عطفها على جملة الصلة وعلى هذين الوجهين لا محل لها.
الشرح:{يُقِيمُونَ الصَّلاةَ..}. إلخ أي: يؤدون الصلاة المفروضة بحدودها وأركانها في أوقاتها، وينفقون أموالهم فيما أمرهم الله به في وجوه الخير، ويدخل فيه النفقة في الزكاة، والحج، والجهاد، وغير ذلك من الإنفاق في أنواع البر والطاعات. انتهى. خازن بتصرف، هذا؛ وانظر شرح الصلاة والزكاة في الآية رقم [٦] التوبة.
هذا؛ وقد قال الزمخشري: إن كل ما فاؤه نون، وعينه فاء يدل على معنى الخروج والذهاب، مثل: نفق ونفد، ونفث، ونفخ ونفش... إلخ، هذا؛ وأصل يقيمون:(يؤقومون) حذفت الهمزة للتخفيف، حملا على المبدوء بهمزة المضارعة، مثل: أأقوم، الذي حذفت همزته الثانية للتخلص من ثقل الهمزتين، فصار. (يقومون) ثم يقال في إعلاله: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو، وهي الكسرة إلى القاف، فصار (يقومون) ثم قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وهذا الإعلال يجري في كل فعل ثلاثي مزيدة الهمزة في أوله للتعدية، مثل أجاب يجيب، وأكرم يكرم... إلخ، كما حذفت الهمزة الثانية من يؤمنون؛ لأن ماضيه آمن، وأصله أأمن، والمضارع يؤأمن أؤمن، فتحذف من الأول، وتسهل في الثاني، وقد يجيء على القياس، وهو الأصل المهجور، كما في قول أبي حيان الفقعسي:[الرجز]
فإنّه أهل لأن يؤكرما
ولا تنس: أن هذه المزيدة تحذف من اسمي الفاعل والمفعول المأخوذين من الفعل الثلاثي المزيدة فيه الهمزة، وذلك مثل: مكرم ومكرم، والقياس مؤكرم ومؤكرم، وقس على ذلك، تنبه لذلك واحفظه، وقل في {يُنْفِقُونَ} ما قلته فيه، فإنه من أنفق الرباعي أيضا.
تنبيه: وصف الله المؤمنين في هذه الآيات بخمس صفات: ثلاث منها قلبية، وهي المذكورة في الآية السابقة، واثنتان في هذه الأولى، إحداهما: بدنية، وهي الصلاة. وثانيتهما:
مالية، وهي إنفاق الأموال، وانظر ما وصف الله بها المتقين في مطلع سورة البقرة، وما وصف به المخبتين في سورة الحج رقم [٣٥] والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.