رقم [٤٦] من سورة (الأنبياء) يقال: لفحته النار والسموم بحرها: أحرقته، ونفحته بالسيف نفحة:
إذا ضربته به ضربة خفيفة. {وَهُمْ فِيها كالِحُونَ} أي: عابسون، وقد بدت أسنانهم، وتقلصت شفاههم، كالرأس المشوي في النار، قال الأعشى: [الرمل]
وله المقدم لا مثل له... ساعة الشّدق عن النّاب كلح
وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: {وَهُمْ فِيها كالِحُونَ} قال:
«تشويه النّار فتقلص شفته العليا حتّى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السّفلى؛ حتّى تضرب سرّته». أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. هذا؛ ودهر كالح: شديد.
الإعراب: {تَلْفَحُ:} مضارع. {وُجُوهَهُمُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة.
{النّارُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدأ:
(أولئك)، أو في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط. {وَهُمْ:} الواو:
واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِيها:} متعلقان بما بعدهما. {كالِحُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالإضافة، والرابط: الواو، والضمير، فهي حال متداخلة من وجه، وهو أولى من اعتبارها معطوفة على الجملة الفعلية قبلها.
{أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥)}
الشرح: في الآية الكريمة توبيخ، وتقريع للذين دخلوا النار من الكفار. والمعنى: ألم تقرأ عليكم آيات القرآن، وزواجره، وفيها تبين طريق الحق والنور، والإسلام والسّلام، فأعرضتم عنها، ولم تصدقوا بها، وكنتم من المكذبين بما فيها؛ حتى استحققتم هذا العذاب الأليم، والعقاب الشديد؟!.
الإعراب: {أَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم.
{تَكُنْ:} مضارع ناقص مجزوم ب: (لم). {آياتِي:} اسم {تَكُنْ} مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {تُتْلى:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل يعود إلى (آياتي)، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {تَكُنْ}.
{عَلَيْكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية: {أَلَمْ تَكُنْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف. (كنتم): ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {بِها:} متعلقان بما بعدهما، وجملة: {بِها تُكَذِّبُونَ} في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {فَكُنْتُمْ..}. إلخ