سورة (ن والقلم) وهي مكية في قول الحسن، وعكرمة، وعطاء، وجابر-رضي الله عنهم-.
وقال ابن عباس، وقتادة-رضي الله عنهما-: بعضها مكي، وبعضها مدني. والمعتمد الأول، وهي ثنتان وخمسون آية، وثلاثمئة كلمة، وألف ومئتان وستة وخمسون حرفا. انتهى. خازن.
الشرح:{ن:} لقد اختلف فيه، كما اختلف في جميع الحروف المفتتح فيها السور، فقيل: هو لوح من نور. وقيل: إن النون هو لقب لحوت عظيم. قال الكلبي، ومقاتل: اسمه البهموت، قال الراجز:[الرجز]
ما لي أراكم كلّكم سكوتا... والله ربّي خلق البهموتا
وذكر القرطبي، والخازن في وصف هذا الحوت أمورا لا يقرها العقل في هذه الأيام، فنكل علمها إلى الله تعالى، وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-أن النون هو الدواة التي يوضع فيها الحبر للكتابة ومنه قول الشاعر:
إذا ما الشّوق برّح بي إليهم... سقيت النّون بالدمع السّجام
أراد بالنون: الدواة. وعن ابن عباس أيضا: أن نونا حرف من حروف الرحمن. انتهى.
وهذا على اعتبار الاسم الكريم مؤلفا من:{الر} و {لَحْمَ} و {ن،} وقيل: هو مفتاح اسمه تعالى: نصير، وناصر. وقيل: هو اسم للسورة. وانظر ما قيل فيه من قراءات في أول سورة (ص). {وَالْقَلَمِ:}(القلم): هو القلم الذي كتب الله فيه الذكر، وهو قلم من نور، طوله كما بين السماء والأرض، ويقال: أول ما خلق الله القلم، فانشق نصفين، ثم قال: اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى على اللوح المحفوظ بذلك، وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه، وانظر اللوح المحفوظ في آخر سورة (البروج).
وروى الوليد بن مسلم قال: حدثنا مالك بن أنس، عن سميّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة-رضي الله عنه-؛ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أوّل ما خلق الله