{لَبَناً،} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا» و {بَيْنِ:} مضاف، و {فَرْثٍ:} مضاف إليه. (دم): معطوف على ما قبله. {لَبَناً:} مفعول به ثان. {خالِصاً:} صفة له. {سائِغاً:} صفة ثانية. {لِلشّارِبِينَ:} متعلقان ب: {سائِغاً} مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، والجملة الفعلية:{نُسْقِيكُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من كاف الخطاب المجرورة محلا باللام، أو من {الْأَنْعامِ} والرابط: الضمير فقط على الاعتبارين، أو هي مستأنفة، لا محل لها. وقيل: مفسرة ل: (عبرة).
الشرح:{وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ} أي: ولكم أيضا عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل، والأعناب. {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً} أي: تتخذون من ثمرات النخيل والأعناب خمرا يسكر، ورزقا حسنا: أي: كالتمر، والزبيب، والخل، والدبس. {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} أي: يستعملون عقولهم، ويتأملون فيما خلق الله في هذا الكون الفسيح الأرجاء. وانظر شرح:{لِقَوْمٍ} في الآية رقم [١٣].
تنبيه: لقد كثر الكلام في هذه الآية، واضطربت كلمة العلماء فيها اضطرابا كثيرا، وأرجح أنّ الآية نزلت في معرض الامتنان، وهي منسوخة بما نزل بعدها من آيات بشأن الخمر، والسبب في ذلك أنها مكية بلا خلاف، وما نزل بعدها بشأن الخمر كله مدني، انظر ما ذكرته في الآية رقم [٢١٩] من سورة (البقرة)، تجد ما يسرك، ويثلج صدرك، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَمِنْ ثَمَراتِ:} في تعليق الجار والمجرور أربعة أوجه: أحدها: أنهما متعلقان بمحذوف، تقديره: ونسقيكم من ثمرات النخيل، والأعناب؛ أي: من عصيرها، وحذف لدلالة ما قبله عليه، الثاني: كونهما متعلقين بالفعل بعدهما، ومنه تكرير للظرف، وتوكيد له، وقد اختلف في مرجع الضمير في {مِنْهُ} على أقوال كثيرة. الثالث: أنهما معطوفان على قوله:
{فِي الْأَنْعامِ} الرابع: أنهما متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: ومن ثمرات النخيل، والأعناب ثمر. انتهى. جمل باختصار كبير. هذا؛ وعلقهما أبو البقاء بفعل محذوف، تقديره: وخلق لكم، أو وجعل، و {ثَمَراتِ:} مضاف، و {النَّخِيلِ:} مضاف إليه. {وَالْأَعْنابِ:}
معطوف على ما قبله. {تَتَّخِذُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {مِنْهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب:{سَكَراً} بعدهما؛ لأنه مصدر. {سَكَراً:} مفعول به.
{وَرِزْقاً:} معطوف على سكرا. {حَسَناً:} صفة له، وجملة:{تَتَّخِذُونَ..}. إلخ مستأنفة على