للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القرطبي: في هذه الآية دليل على أنّ المتعلم تابع للعالم، وإن تفاوتت المراتب، ولا يظن: أن في تعلم موسى من الخضر ما يدل على أنّ الخضر كان أفضل منه، فقد يشذ عن الفاضل ما يعلمه المفضول، والفضل لمن فضّله الله، فالخضر إن كان وليا فموسى أفضل منه؛ لأنه نبي، والنبي أفضل من الولي، وإن كان نبيا فموسى فضله بالرسالة. والله أعلم. انتهى.

وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٢٣] من سورة (النحل)، ففيها مزيد فائدة.

الإعراب: {قالَ:} ماض. {لَهُ:} متعلقان به. {مُوسى:} فاعله مرفوع... إلخ. {هَلْ:}

حرف استفهام. {أَتَّبِعُكَ:} مضارع، والفاعل تقديره: «أنا» والكاف مفعول به. {عَلى:} حرف جر. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {تُعَلِّمَنِ:} مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به أول، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و {أَنْ} والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {عَلى،} والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الكاف؛ أي: أتبعك حال كونك معلما لي. {مِمّا:} متعلقان بالفعل قبلهما. و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍: (من). {عُلِّمْتَ:} ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والمفعول الثاني، وهو العائد، أو الرابط محذوف، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والتقدير: من الذي، أو من شيء علمته. {رُشْداً:} مفعول به ثان ل‍: {تُعَلِّمَنِ} وأجيز اعتباره مفعولا لأجله، وحالا على تأويله ب‍: «مرشدا». وهو يقرأ بفتحتات، وبضم الراء وسكون الشين. هذا؛ والكلام: {هَلْ أَتَّبِعُكَ..}.

إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧)}

الشرح: قال الخضر لموسى عليه السّلام: إنك لا تقدر أن ترى مني عملا، وتسكت عليه؛ لأنك على علم علمك الله إياه لا أعلمه، وأنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، وهو علم الكشف، وقد ترى مني أفعالا مخالفة لشرعك، ظاهرها: أنها مناكير، وبواطنها لم يحط علمك بها.

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى الخضر. {إِنَّكَ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمه. {لَنْ:} حرف ناصب. {تَسْتَطِيعَ:} مضارع منصوب ب‍: {لَنْ،} والفاعل مستتر تقديره:

«أنت»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {مَعِيَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، أو بالمصدر بعده، أو بمحذوف حال منه. فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة. {صَبْراً:} مفعول به.

<<  <  ج: ص:  >  >>