للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستأنفة، لا محل لها. {فَما:} الفاء: حرف استئناف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {عَنِ التَّذْكِرَةِ:} متعلقان بما بعدهما. {مُعْرِضِينَ:} حال من الضمير المجرور باللام منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. {كَأَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {حُمُرٌ:}

خبرها. {مُسْتَنْفِرَةٌ:} صفة {حُمُرٌ،} والجملة الاسمية: {كَأَنَّهُمْ..}. إلخ في محل نصب حال ثانية من الضمير المجرور باللام، أو من الضمير المستتر في {مُعْرِضِينَ،} فهي حال متداخلة، وأجاز أبو البقاء اعتبارها بدلا من {مُعْرِضِينَ}. {فَرَّتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى {حُمُرٌ،} والجملة الفعلية في محل رفع صفة {حُمُرٌ} ثانية، أو في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم و «قد» قبلها مقدرة. {مِنْ قَسْوَرَةٍ:} متعلقان بما قبلهما.

{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلاّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣)}

الشرح: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ..}. إلخ: إضراب انتقالي عن محذوف هو جواب الاستفهام السابق، كأنه قيل: فلا جواب لهم عن هذا السؤال، أي: لا سبب لهم في الإعراض، بل يريد... إلخ جمل. وفي الخطيب: وذلك: أن أبا جهل، وجماعة من قريش. قالوا: يا محمد! لن نؤمن بك حتى تأتي كل واحد منا بكتاب من السماء، عنوانه: من رب العالمين إلى فلان بن فلان، ونؤمر فيه باتباعك. ونظيره ما حكاه الله من قولهم في سورة (الإسراء) رقم [٩٣]: {وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ}. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كانوا يقولون: إن كان محمد صادقا؛ فليصبح عند كل رجل منا صحيفة فيها براءته، وأمنه من النار. وقال الكلبي:

إن المشركين قالوا: يا محمد! بلغنا: أن الرجل من بني إسرائيل كان يصبح مكتوبا عند رأسه ذنبه وكفارته، فائتنا بمثل ذلك. والمراد من الآية بيان تفننهم، وإمعانهم في الضلالة.

{كَلاّ} أي: لا يكون ذلك؛ لأن إنزال الصحف، والكتب من السماء خاص بالأنبياء، والمرسلين. {بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ} أي: لا يخافون عذاب الآخرة، ولو خافوا عذاب النار؛ لما اقترحوا هذه الآيات بعد قيام الأدلة؛ لأنه لما حصلت المعجزات الكثيرة، وشاهدوها بأعينهم؛ كفت في الدلالة على صحة النبوة، فطلب الزيادة يكون من باب التعنت. وانظر شرح {اِمْرِئٍ} في الآية رقم [٣٤] من سورة (عبس).

الإعراب: {بَلْ:} حرف إضراب انتقالي. {يُرِيدُ:} فعل مضارع. {كُلُّ:} فاعله، وهو مضاف، و {اِمْرِئٍ} مضاف إليه. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة {اِمْرِئٍ}. {أَنْ يُؤْتى:} فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>