والهاء في محل جر بالإضافة. {عَلى رَسُولِهِ:} متعلقان بالفعل: (أنزل)، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ:} معطوفان على ما قبلهما. {وَأَلْزَمَهُمْ:} الواو: حرف عطف.
(ألزمهم): ماض، ومفعوله الأول، والفاعل يعود إلى الله. {كَلِمَةَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا. و {كَلِمَةَ} مضاف، و {التَّقْوى} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {وَكانُوا:} الواو: حرف عطف.
{بِها:} جار ومجرور متعلقان ب: {أَحَقَّ}. {وَأَهْلَها:} الواو: حرف عطف. (أهلها): معطوف على {أَحَقَّ،} و (ها): في محل جر بالإضافة، وجملة:{وَكانُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها {وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} انظر إعراب مثلها في الاية رقم [٢١].
الشرح: قال الخازن-رحمه الله تعالى-: سبب نزول هذه الاية: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى في المنام؛ وهو بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية: أنه يدخل المسجد الحرام، هو وأصحابه آمنين، ويحلقون رؤوسهم، فأخبر بذلك أصحابه، ففرحوا، وحسبوا: أنهم داخلو مكة عامهم ذلك، فلما انصرفوا، ولم يدخلوا؛ شق عليهم ذلك، وقال عبد الله بن أبي، وعبد الله بن نفيل، ورفاعة بن الحارث-وهم منافقون-: والله ما حلقنا، ولا قصرنا، ولا رأينا المسجد الحرام! فنزلت الاية الكريمة، ودخل في العام المقبل.
وروي عن مجمع بن حارثة الأنصاري-رضي الله عنه-، قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما انصرفنا عنها، إذ الناس يهزون الأباعر، فقال بعضهم: ما بال الناس؟! قال: أوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: فخرجنا نرجف، فوجدنا النبي صلّى الله عليه وسلّم واقفا على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع الناس؛ قرأ:{إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} فقال عمر-رضي الله عنه-: أهو فتح يا رسول الله؟! قال: نعم والذي نفسي بيده! ففيه دليل على أن المراد من الفتح: هو صلح الحديبية، وتحقيق الرؤيا كان في العام المقبل.
هذا؛ وقوله تعالى:{إِنْ شاءَ اللهُ} ليس استثناء، وإنما هو للتأكيد. {آمِنِينَ} أي: من العدو. {مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ:} التحليق، والتقصير جميعا للرجال، والحلق أفضل للرجال؛ لأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم دعا للمحلقين ثلاثا، وللمقصرين في الرابعة، وليس للنساء إلاّ التقصير. {لا}