للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يتمنّى أحدكم الموت، إمّا محسنا؛ فلعلّه يزداد، وإمّا مسيئا فلعلّه يستعتب». رواه البخاري، ومسلم. هذا؛ والاستعتاب بمعنى الاسترضاء. قال الشاعر: [الكامل] غضبت تميم أن تقتّل عامر... يوم النسار فأعتبوا بالصّيلم

كيف جعلهم غضابا: ثم قال: فأعتبوا؛ أي: أزيل غضبهم بالسيف.

قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: فإن قلت: كيف جعلوا غير مستعتبين في بعض الآيات، وغير معتبين في بعضها؟ قلت: أما كونهم غير مستعتبين؛ فهذا معناه. أي: ما تقدم، وأما كونهم غير معتبين؛ فمعناه: أنهم غير راضين بما هم فيه، فشبهت حالهم بحال قوم جني عليهم، فهم عاتبون على الجاني، غير راضين عنه، فإن يستعتبوا الله، أي يسألوه إزالة ما هم فيه، فما هم من المجابين إلى إزالته. انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَيَوْمَئِذٍ:} الفاء: حرف عطف، وتفريع. (يومئذ): ظرف زمان متعلق بالفعل بعده، و (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، وإذ هذه مضافة لجملة محذوفة، انظر تقديرها في الشرح. {لا:}

نافية: {يَنْفَعُ:} فعل مضارع. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة: {ظَلَمُوا} صلة الموصول، لا محل لها. {مَعْذِرَتُهُمْ:} فاعل ينفع، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على جملة {لَقَدْ لَبِثْتُمْ..}. إلخ لا محل لها مثلها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {مَعْذِرَتُهُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُسْتَعْتَبُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال؛ فلست مفندا، والحالية مقدرة في ذلك اليوم الذي يرون فيه ما يرون من أهوال.

{وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُبْطِلُونَ (٥٨)}

الشرح: {وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ..}. إلخ أي: ولقد وصفنا لهم كل صفة، كأنها مثل في غرابتها، وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن، كصفة المبعوثين يوم القيامة، وقصتهم، وما يقولون، وما يقال لهم، وما لا ينفع من اعتذارهم، ولا يسمع من استعتابهم، ولكنهم لقسوة قلوبهم، ومج أسماعهم حديث الآخرة؛ إذا جئتهم بآية من آيات القرآن؛ قالوا: جئتنا بزور وباطل. انتهى. كشاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>