للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوف على ياء المتكلم، أو هو مفعول معه، فهو منصوب على الاعتبارين، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. {أُولِي:}

صفة المكذبين منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {أُولِي} مضاف، و {النَّعْمَةِ} مضاف إليه. {وَمَهِّلْهُمْ:} الواو:

حرف عطف. (مهلهم): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به. {قَلِيلاً:}

صفة «زمان» محذوف، التقدير: زمانا قليلا، أو صفة مفعول مطلق، التقدير: تمهيلا قليلا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣)}

الشرح: {إِنَّ لَدَيْنا:} عندنا في الآخرة. {أَنْكالاً:} الأنكال: القيود. قاله الحسن، ومجاهد، وغيرهما، واحدها: نكل، وهو ما منع الإنسان من الحركة، وقد سمي نكلا؛ لأنه ينكّل به. قال الشعبي-رحمه الله تعالى-: أترون أن الله تعالى جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا، لا والله! ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا استفلت بهم، وقال الكلبي: الأنكال الأغلال، والأول أعرف في اللغة، ومنه قول الخنساء-رضي الله عنها-: [المتقارب]

دعاك فقطّعت أنكاله... وقد كنّ قبلك لا تقطع

وقيل: إنه أنواع العذاب الشديد. قاله مقاتل. وقد جاء: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله يحب النّكل على النّكل». بالتحريك قاله الجوهري. قيل: وما النّكل؟ قال: «الرجل القوي المجرب على الفرس القوي المجرب». ذكره الماوردي. قال: ومن ذلك سمي القيد نكلا لقوته، وكذلك الغل، وكل عذاب قوي شديد. والجحيم: النار المؤججة. هذا؛ والنكال: العذاب الشديد.

انظر سورة (النازعات) رقم [٢٥].

هذا؛ و {لَدَيْنا} ظرف مكان بمعنى: عند، وهي معربة مثلها، وقد تستعملان في الزمان، وإذا أضيف «لدى» إلى مضمر كما هنا قلبت ألفه ياء عند جميع العرب، إلا بني الحارث بن كعب، وبني خناعة، فلا يقلبونها، تسوية بين الظاهر، والمضمر، كما لا يقلبون ألف «على» و «إلى»، ونحوهما، وعلى لغتهم جاء قول الشاعر: [الوافر]

إلاكم يا خناعة لا إلانا... عزا الناس الضّراعة والهوانا

فلو برأت عقولكم بصرتم... بأنّ دواء دائكم لدانا

وذلكم إذا واثقتمونا... على قصر اعتمادكم علانا

<<  <  ج: ص:  >  >>