{وَالْمُوفُونَ:} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: العطف على {مَنْ آمَنَ} والتقدير: ولكن البر المؤمنون، والموفون، والثاني: هو خبر مبتدأ محذوف، التقدير: وهم الموفون. الثالث: هو معطوف على الضمير في: {آمَنَ} فهو مرفوع على جميع الاعتبارات، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضّمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وفاعله مستتر فيه؛ لأنه جمع لاسم فاعل. {بِعَهْدِهِمْ:}
متعلقان ب ({الْمُوفُونَ})، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله. {إِذا:} ظرف زمان مجرد عن الشرطية متعلق ب ({الْمُوفُونَ}) أيضا، مبني على السكون في محل نصب.
{عاهَدُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها.
{وَالصّابِرِينَ:} منصوب على المدح بفعل محذوف، التقدير: أمدح، أو أخص، ونحوه، وقال مكي: أو على العطف على {ذَوِي الْقُرْبى} وقال: وإذا عطفت على {ذَوِي} لم يجز أن ترفع: {وَالْمُوفُونَ} إلا على العطف على المضمر في: {آمَنَ} ليكون داخلا في صلة: {مَنْ}.
هذا والجملة الفعلية:«أمدح الصابرين» معطوفة في المعنى على ما قبلها، ويجوز اعتبارها مستأنفة. وفاعل ({الصّابِرِينَ}) مستتر فيه. {فِي الْبَأْساءِ:} متعلقان ب ({الصّابِرِينَ}). {وَالضَّرّاءِ:}
معطوف على ما قبله. ({حِينَ}): ظرف زمان معطوف على الجار والمجرور قبله، فهو متعلق ضمنا ب ({الصّابِرِينَ}) وانظر ما ذكرته في سورة (النساء) في الآية رقم [١٦٢].
{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة بعده صلته، والمتعلق محذوف، أي: صدقوا في الإيمان، وفعل البر. والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها. {أُولئِكَ:} مبتدأ مثل سابقه. {هُمُ:} ضمير فصل لا محل له. {الْمُتَّقُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع... إلخ. هذا؛ ويجوز اعتبار الضمير مبتدأ ثانيا، و {الْمُتَّقُونَ} خبره. والجملة الاسمية هذه في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وعلى الوجهين فالجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، ومؤكّدة لها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} نادى الله عباده المؤمنين في هذه الآية بأكرم وصف، وألطف عبارة؛ أي: يا من صدقتم الله، ورسوله، وتحلّيتم بالإيمان الذي هو زينة الإنسان! وقد خاطب