للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، وكذلك أهل الكتاب قد بدلوا كتبهم، وحرفوها، فبعث الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بشرع عظيم، شامل كامل، فيه الهداية، والبيان لكل ما يحتاج إليه الناس من أمر معاشهم، ومعادهم، وجمع له تعالى جميع المحاسن، وأعطاه ما لم يعط أحدا من الأولين، والاخرين. انتهى.

الإعراب: {هُوَ الَّذِي:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {بَعَثَ:}

فعل ماض. {فِي الْأُمِّيِّينَ:} متعلقان بما قبلهما. {رَسُولاً:} مفعول به. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة {رَسُولاً}. {يَتْلُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل يعود إلى {رَسُولاً،} والجملة الفعلية في محل نصب صفة {رَسُولاً،} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

{آياتِهِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والهاء في محل جر بالإضافة. (يزكيهم): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله)، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، وجملة: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ} معطوفة على ما قبلها أيضا. {وَإِنْ:} (الواو): واو الحال.

(إن): مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {مِنْ قَبْلُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل (كانوا) وبني (قبل) على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا، لا معنى. {لَفِي:} اللام: هي الفارقة بين النفي والإثبات وهي لازمة. قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز] وخفّفت إنّ فقلّ العمل... وتلزم اللام إذا ما تهمل

(في ضلال): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانُوا}. {مُبِينٍ:} صفة {ضَلالٍ،} وجملة: {كانُوا مِنْ قَبْلُ} في محل نصب حال من الضمير الواقع مفعولا به، والرابط: الواو، والضمير. هذا؛ والاية مذكورة في سورة (آل عمران) برقم [١٦٤] مع اختلاف بسيط في أول كلماتها.

{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)}

الشرح: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ:} هم الذين جاؤوا بعد الصحابة إلى يوم الدين، فإن دعوة النبي صلّى الله عليه وسلّم تعم الجميع السابقين، واللاحقين، فإن المسلمين كلهم أمة واحدة. وقيل: أراد بالاخرين:

العجم. وهو قول ابن عمر، وسعيد بن جبير، ورواية عن مجاهد، يدل عليه ما روي عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ نزلت عليه سورة (الجمعة)، فتلاها، فلما بلغ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟! الذين لم يلحقوا بنا؟ فلم يكلمه؛ حتى سأله ثلاثا-قال: وفينا سلمان الفارسي-فوضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده على

<<  <  ج: ص:  >  >>