لها؛ لأنها جواب قسم مقدر، والقسم وجوابه كلام مستأنف، لا محل له. {بِسِحْرٍ:} متعلقان بالفعل قبلها، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر. {مِثْلِهِ:} صفة (سحر) والهاء في محل جر بالإضافة. {فَاجْعَلْ:} الفاء: هي الفصيحة. وانظر الآية رقم [١٢]. (اجعل): أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {بَيْنَنا:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و (نا) في محل جرّ بالإضافة. {وَبَيْنَكَ:} معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {مَوْعِداً:} مفعول به. وانظر الشرح، وجملة:{فَاجْعَلْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط يقدر ب:«إذا».
{أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع معطوف على الضمير المستتر، وساغ ذلك لوجود الفاصل، وهو التوكيد بالضمير. وقال ابن مالك: إن التقدير: ولا تخلفه أنت؛ لأن مرفوع فعل الأمر لا يكون ظاهرا، ومرفوع الفعل المضارع ذي النون لا يكون غير ضمير المتكلم. انتهى. مغني. وعليه فالجملة المقدرة معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها، والضمير {أَنْتَ} توكيد للضمير المستتر في الفعل المحذوف، وفيه: أن الحذف، والتوكيد متنافيان، ومتناقضان.
{مَكاناً:} فيه خمسة أوجه: أحدها: أنه بدل من {مَوْعِداً} على اعتباره ظرفا. والثاني: أنه مفعول ثان ل: (اجعل). الثالث: أنه منصوب بإضمار فعل. الرابع: أنه منصوب بالمصدر {مَوْعِداً}. الخامس: هو ظرف مكان متعلق ب: (اجعل). {سُوىً:} صفة له منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. هذا؛ والآية بكاملها من مقول فرعون أخزاه الله تعالى.
الشرح:{قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ:} هو يوم عيد كان لهم، يتزينون، ويجتمعون فيه في كل سنة. {وَأَنْ يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى} أي: يجتمع الناس في ذلك اليوم وقت الضحوة نهارا جهارا؛ ليكون أبعد من الريبة، وإنما عينه موسى-عليه الصلاة والسّلام-ليظهر الحق، ويزهق الباطل.
وانظر شرح {الْيَوْمَ} في الآية رقم [١٤] من سورة (الإسراء). وانظر شرح (الناس) في الآية رقم [٦٠] منها.
الإعراب:{قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (موسى) عليه السّلام. {مَوْعِدُكُمْ:} مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر الميمي لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {يَوْمُ:}
خبر المبتدأ، ويقرأ بالنصب على أنه ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ويوم مضاف، و {الزِّينَةِ} مضاف إليه. {وَأَنْ} حرف مصدري ونصب. {يُحْشَرَ:} مضارع مبني للمجهول