للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وقرئ: «(من بعثنا)» على اعتبارهما جار ومجرور متعلقين بالمصدر: (ويل). {مِنْ مَرْقَدِنا:}

جار ومجرور متعلقان بما قبلهما على القراءتين. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {ما:} اسم موصول، أو نكره موصوفة مبنية على السكون في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: هذا الذي، أو: شيء وعده الرحمن عباده، فيكون قد حذف المفعولين، ويجوز اعتبار: {ما} مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل رفع خبر المبتدأ، فيكون التقدير: هذا؛ وعد الرحمن عباده البعث، والجزاء، وصدق المرسلين. وعلى الأول، التقدير: والذي صدقه المرسلون. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر الشرح.

هذا؛ وأجيز اعتبار اسم الإشارة في محل جر صفة ل‍: {مَرْقَدِنا،} فيكون الوقف على {مَرْقَدِنا}. هذا، وما بعده مستأنف، وفيه ثلاث اعتبارات: الأول: {ما:} خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هو ما وعد الرحمن. الثاني: بمعنى: الحق ما وعد الرحمن. والثالث: أن يكون بمعنى: الذي وعد الرحمن حق. والكلام هذا في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر ما ذكرته في الشرح.

{إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣)}

الشرح: {إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً} أي: ما كانت النفخة الثانية التي ينفخها إسرافيل على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. هذا؛ ويقرأ برفع صيحة على اعتبار (كان) تامة، ومثلها الآية رقم [٢٩]. وفي القرطبي: يعني: إن بعثهم، وإحياءهم كان بصيحة واحدة، وهي قول إسرافيل: أيتها العظام النخرة، والأوصال المتقطعة، والشعور المتفرقة، واللحوم المتمزقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وهو فحوى قوله تعالى في سورة (ق): {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}. {فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ} أي: مجموعون عندنا للحساب، والجزاء، وفي ذلك تهوين البعث، والحشر، والنشر، واستغناؤهما عن الأسباب التي ينوطان بها فيما يشاهدونه، وخذ ما يلي:

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما بين النفختين أربعون». قيل:

أربعون يوما؟ قال أبو هريرة: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال:

أبيت، «ثمّ ينزل من السّماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء، إلا يبلى إلا عظم واحد، وهو عجب الذّنب، منه يركّب الخلق يوم القيامة». رواه البخاري، ومسلم.

الإعراب: {إِنْ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {كانَتْ:} فعل ماض ناقص، واسمه محذوف، يفهم من المقام، التقدير: ما كانت الفعلة التي فعلها إسرافيل. {إِلاّ:} حرف حصر. {صَيْحَةً:}

<<  <  ج: ص:  >  >>