حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط. {إِنْ:} حرف مصدري، ونصب. {صَبَرْنا:} فعل ماض مبني على السكون، و (نا): فاعله. {عَلَيْها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و {إِنْ} والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، وجواب {لَوْلا} محذوف أيضا، وتقدير الكلام لولا صبرنا موجود لأضلنا عن آلهتنا. والكلام:{إِنْ كادَ..}.
إلخ في محل نصب مقول القول المحذوف المقدر في الآية السابقة قبل:{أَهذَا..}. إلخ.
{وَسَوْفَ:} الواو: حرف استئناف. (سوف): حرف استقبال. {يَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {حِينَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. {يَرَوْنَ:}
فعل مضارع، والواو فاعله. {الْعَذابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة:
{حِينَ} إليها. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَضَلُّ:} خبر المبتدأ. {سَبِيلاً:} تمييز، والجملة الاسمية:{مَنْ أَضَلُّ..}. إلخ في محل نصب مفعول به للفعل:{يَعْلَمُونَ} المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. هذا؛ ويجوز اعتبار {مَنْ} اسما موصولا مفعولا به، فيكون:{أَضَلُّ} خبرا لمبتدأ محذوف، تقديره: هو أضل، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الفعلية:{وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها؛ لأنها ليست من مقولهم. تأمل، وتدبر، والله أعلى، وأعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{أَرَأَيْتَ:} أخبرني. {مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ:} بأن أطاع هواه، وبنى عليه دينه، لا يسمع حجة، ولا يبصر دليلا؛ وقد طبع على قلبه. وقال القرطبي: عجّب نبيه صلّى الله عليه وسلّم من إصرارهم على الشرك مع إقرارهم بأنه خالقهم، ورازقهم، ثم يعمد أحدهم إلى حجر يعبده من غير حجة. قال الكلبي وغيره: كان العرب إذا هوي الرجل منهم شيئا عبده من دون الله، فإذا رأى أحسن منه؛ ترك الأول، وعبد الأحسن. انتهى. ويروى: أن أحدهم إذا كان في سفر، وأراد أن ينام، فإنه يأخذ ثلاثة أحجار، فيختار إحداهن، وينصبها إلها، ويتوسد الثانية في نومه، ويستنجي بالثالثة من غائطه وبوله.
{أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً:} حفيظا تمنعه من الشرك والمعاصي، أفتتوكل عليه وتجبره على الإسلام، وتقول له: لا بد أن تسلم شئت، أو أبيت، ولا إكراه في الدين، وهذا كقوله تعالى:
{وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ} وقوله جل شأنه: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} والخطاب كله للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
هذا؛ و «الهوى» يقصر، ويمد، والمراد بالأول: الحب، والعشق، والغرام، وهو أيضا محبة الإنسان للشيء، وغلبته على قلبه، ومنه ما في الآية الكريمة، وقد نهى الله عنه بقوله:{فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى} ومدح من يخافه، ويخشاه بقوله:{وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى} أي: نهاها عن شهواتها، وما