للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مالاً:} تمييز. {وَأَعَزُّ نَفَراً:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {أَنَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقالَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (٣٥)}

الشرح: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} أي: دخل الكافر جنته آخذا بيد أخيه المؤمن، يطوف به فيها، ويريه إياها. {وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} أي: بكفره، وفيه دليل على أنّ العاصي لا يضر إلا نفسه، والمؤذي للناس يعود أذاه على نفسه؛ لأنه يسبب لها العقاب الشديد، والعذاب الأليم في نار الجحيم. {قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ} أي: تهلك، وتفنى. {هذِهِ أَبَداً:} وذلك أنه راقه حسنها، وغرته زهرتها، فتوهم: أنها لا تفنى أبدا، فأنكر الحشر، والنشر، وهو ما في الآية التالية، وترى أكثر الأغنياء من المسلمين تنطق ألسنة أحوالهم بذلك في هذا الزمن.

هذا؛ وقد قال البيضاوي: وإفراد الجنة؛ لأن المراد ما هو جنته، وهي ما متع بها في الدنيا، تنبيها على أنه لا جنّة له غيرها، ولا حظّ له في الجنة التي وعد المتقون. أو لاتصال كل واحدة من جنتيه بالأخرى، أو لأن الدخول يكون في واحدة واحدة. انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَدَخَلَ:} ماض، وفاعله يعود إلى الأخ الكافر. {جَنَّتَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. وانظر إعراب: {اُسْكُنُوا الْأَرْضَ} في الآية رقم [١٠٤] من سورة (الإسراء).

وجملة: {وَهُوَ ظالِمٌ} في محل نصب حال من فاعل (دخل) المستتر، والرابط: الواو، والضمير، {لِنَفْسِهِ:} متعلقان بظالم. هذا؛ وأجيز اعتبار اللام زائدة، ونفسه مفعول به لظالم، فيكون مجرورا لفظا، منصوبا محلا، وفاعل ظالم مستتر فيه، وجملة: {وَدَخَلَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {قالَ:} ماض، وفاعله تقديره: «هو». {ما:} نافية. {أَظُنُّ:}

مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «أنا». {أَنْ تَبِيدَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن». {هذِهِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {أَبَداً:} ظرف زمان متعلق بما قبله، والمصدر المؤول من: {أَنْ تَبِيدَ} في محل نصب سد مسد مفعولي {أَظُنُّ} وجملة:

{أَظُنُّ} إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (٣٦)}

الشرح: {وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً:} فهو ينفي القيامة، ولا يعتقد بوجودها. {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً:} إقسام منه على أنه إن ردّ إلى ربه على سبيل الفرض، كما يزعم صاحبه؛ ليجدن في الآخرة خيرا من جنته في الدنيا؛ ادعاء لكرامته على رغم مكانته عنده،

<<  <  ج: ص:  >  >>