الإعراب:{فَأَوْجَسَ:} الفاء: حرف عطف، أو حرف استئناف. (أوجس): ماض، وفاعله يعود إلى:{إِبْراهِيمَ}. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من:{خِيفَةً،} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». {خِيفَةً:} مفعول به، وجملة:(أوجس...) إلخ لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين في الفاء. {قالُوا:} ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لا تَخَفْ:}
مضارع مجزوم ب:{لا} الناهية، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا} مستأنفة، لا محلّ لها. {وَبَشَّرُوهُ:} الواو: حرف عطف.
(بشروه): ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{قالُوا} لا محلّ لها مثلها. {بِغُلامٍ:} متعلقان بما قبلهما. {عَلِيمٍ:} صفة: (غلام). تأمّل، وتدبّر.
الشرح:{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ:} لما سمعت زوجة إبراهيم-واسمها سارة-البشارة المذكورة وكانت في زاوية من زوايا البيت، فجاءت عند الضيوف، وقالت ما ذكر. هذا؛ و (الصرة): الضجة، والصيحة، و (الصرة): الجماعة، و (الصرة): الشدة من كرب، وغيره. قال امرؤ القيس في معلّقته رقم [٧٦]: [الطويل] فألحقه بالهاديات ودونه... جواحرها في صرّة لم تزيّل
يحتمل هذا البيت الوجوه الثلاثة. وصرة القيظ: شدة حره. وصرة الشتاء: شدة برده. هذا؛ وإن سارة عليهاالسّلام لما بشرت بالولد؛ جاءت صائحة؛ لأنها وجدت حرارة دم الحيض، الذي فاجأها وقت البشارة، كما قال تعالى في سورة (هود) رقم [٧١]: {وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ} انظر شرحها هناك؛ تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.
{فَصَكَّتْ وَجْهَها:} اختلف في هذا الصك، فقيل: هو الضرب باليد مبسوطة. وقيل: هو ضرب الوجه بأطراف الأصابع مثل التعجب، وهي عجوز عقيم. وقيل: وجدت حرارة دم الحيض الذي فاجأها بعد اليأس، فلطمت وجهها من الحياء، والأول أقوى. {وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} أي: أنا عجوز عاقر، فكيف ألد؟! وفي سورة (هود) رقم [٧٢]: {قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}.
{عَجُوزٌ:} هي الطاعنة في السن، ويقال لها أيضا، شهلة، وشهبرة، وشهربة، وشمطاء، وشيخة. قال صاحب مختار الصحاح: ولا تقل عجوزة، والعامة تقوله. والجمع: عجائز، وعجز، وفي حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم:«إنّ الجنّة لا يدخلها العجز». وأيام العجوز عند العرب خمسة