للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل {تَسْئَلْنِي،} والكلام: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي..}.

إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَانْطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (٧١)}

الشرح: {فَانْطَلَقا} أي: يمشيان على ساحل البحر يطلبان سفينة يركبانها، فوجدا سفينة، فركباها، فقال أهل السفينة: هؤلاء لصوص، وأمروهما بالخروج، فقال صاحب السفينة: ما هم بلصوص، ولكن أرى وجوه الأنبياء. وفي صحيح البخاري، ومسلم عن أبي بن كعب-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مرت بهم سفينة، فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر، فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة؛ لم يفجأ موسى إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت

إلخ. قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «وكانت الأولى من موسى نسيانا. قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة في البحر، فقال له الخضر: ما علمي، وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر». انتهى. واطلاق لفظ النقص هنا تجوّز، قصد به التمثيل، والتفهيم؛ إذ لا نقص في علم الله، ولا نهاية لمعلوماته.

هذا؛ وعن أبي العالية: لم ير الخضر حين خرق السفينة غير موسى، ولو رآه القوم لمنعوه من ذلك. وقيل: خرج أهل السفينة إلى جزيرة، وتخلف فخرق السفينة. وقيل: غير ذلك، ومعنى {إِمْراً} عجبا. وقيل: منكرا. وقال أبو عبيدة: الإمر: الداهية العظيمة، وأنشد: [الرجز]

قد لقي الأقران منّي نكرا... داهية دهياء إدّا إمرا

وقال الأخفش: يقال: أمر أمره يأمر أمرا: إذا اشتد. هذا؛ والأهل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، مثل: معشر، ورهط، والأهل: العشيرة، وذو القربى، ويطلق على الزوجة، وعلى الأتباع بدليل قوله تعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ..}. إلخ. والجمع:

أهلون، وأهال، وآهال، وأهلات، وأهلات، وبالأولين قرئ قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ}.

الإعراب: {فَانْطَلَقا:} الفاء: حرف استئناف. (انطلقا): ماض، والألف فاعله. {حَتّى:}

حرف ابتداء، وجملة: «يمشيان...» إلخ المقدرة في محل نصب حال. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {رَكِبا:} فعل ماض، وفاعله. {فِي السَّفِينَةِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على القول المشهور المرجوح. {خَرَقَها:} ماض،

<<  <  ج: ص:  >  >>