للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا والساعة: القيامة سميت بذلك؛ لأنها تفجأ الناس بغتة في ساعة لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى. وقيل: سميت ساعة؛ لسرعة الحساب فيها؛ لأن حساب الخلائق يوم القيامة يكون في ساعة، أو أقل من ذلك، وانظر علامات الساعة في الآية رقم [١٨٧] من سورة (الأعراف)، ولا تنس: أن ساعة كل إنسان وقيامته وقت مقدّمات الموت، وما فيه من أهوال، ولذا قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من مات؛ فقد قامت قيامته».

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف، (ما): نافية. {خَلَقْنَا:} فعل، وفاعل.

{السَّماواتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. {وَالْأَرْضَ:} معطوف على ما قبله. {وَما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على ما قبله. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {إِلاّ:} حرف حصر.

{بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف حال من {السَّماواتِ..}. إلخ أي: إلا ملتبسا بالحق والحكمة، والجملة الفعلية: {وَما خَلَقْنَا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

(إن): حرف مشبه بالفعل. {السّاعَةَ:} اسمها. {لَآتِيَةٌ:} خبر (إنّ). {لَآتِيَةٌ:} اللام هي المزحلقة، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَاصْفَحِ:} الفاء: هي الفصيحة، وانظر الآية رقم [٦٨]. (اصفح): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {الصَّفْحَ:} مفعول مطلق.

{الْجَمِيلَ:} صفته، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا؛ فاصفح... إلخ، والكلام لا محل له، سواء عطفته، أو استأنفته. {إِنَّ:}

حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ:} اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {هُوَ:} ضمير فصل. {الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ:} خبران ل‍: {إِنَّ،} ويجوز اعتبار {هُوَ} مبتدأ، و {الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ} خبران له، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنَّ}.

هذا؛ ولا يجوز اعتبار الضمير تأكيدا؛ لأن الاسم الظاهر لا يؤكد، والجملة الاسمية: {إِنَّ رَبَّكَ..}. إلخ مستأنفة، أو تعليلية لا محل لها.

{وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)}

الشرح: لقد اختلف في السبع المثاني على أقوال كثيرة:

أحدها: أنها هي الفاتحة، قاله عمر، وعلي، وأبو هريرة، والرّبيع بن أنس، وأبو العالية والحسن، وغيرهم-رضي الله عنهم أجمعين-. وحجّتهم ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الحمد لله أمّ القرآن، وأمّ الكتاب، والسّبع المثاني». أخرجه أبو داود، والترمذي. وسميت الفاتحة سبعا؛ لأنها سبع آيات بإجماع أهل العلم، وسميت بالمثاني؛ لأنها تثنى في الصلاة، فتقرأ في كل ركعة. وقيل: لأنها مقسومة بين الله وبين العبد نصفين، فنصفها

<<  <  ج: ص:  >  >>