للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية. هذا؛ وإن اعتبرت الكاف اسما، فهي صفة جفان، وتكون مضافة، و (الجواب) مضاف إليه، {وَقُدُورٍ:} معطوف على ما قبله. {راسِياتٍ:} صفة (قدور).

{اِعْمَلُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {آلَ:}

منادى حذفت منه أداة النداء، أو هو مفعول بفعل محذوف، التقدير: أعني آل، و {آلَ} مضاف، و {داوُدَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {شُكْراً:} مفعول لأجله، أو هو صفة لمفعول مطلق، التقدير:

اعملوا آل داود عملا شكرا، أو اشكروا شكرا. وقيل: هو حال بمعنى: شاكرين، والكلام:

{اِعْمَلُوا..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: وقلنا: يا آل داود اعملوا... إلخ. والجملة الفعلية هذه معطوفة على جملة: {يَعْمَلُونَ..}. إلخ. وقيل: جملة:

{اِعْمَلُوا..}. إلخ مستأنفة، والأول أولى. {وَقَلِيلٌ:} الواو: حرف استئناف. (قليل): خبر مقدم.

{مِنْ عِبادِيَ:} متعلقان ب‍: (قليل) لأنه صفة مشبهة. وقيل: متعلقان بمحذوف صفة (قليل) وليس بشيء، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {الشَّكُورُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من: {آلَ داوُدَ} فالرابط الواو فقط.

{فَلَمّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (١٤)}

الشرح: {فَلَمّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ:} حكمنا عليه بالموت. قال العلماء: كان سليمان-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-يتجرد للعبادة في بيت المقدس السنة، والسنتين، والشهر، والشهرين، فيدخل فيه، ومعه طعامه وشرابه، فدخله المرة التي مات فيها، فأعلمه الله بوقت موته، فقال: اللهم أخف عن الجن موتي؛ حتى تعلم الإنس: أن الجن لا يعلمون الغيب. وكانت الجن تخبر الإنس بأنهم يعلمونه، فقام في المحراب على عادته يصلي، متكئا على عصاه قائما، وكان للمحراب طاقات من بين يديه، ومن خلفه، فكان الجن ينظرون إليه، ويحسبون أنه حي، ولا ينكرون احتباسه عن الخروج إلى الناس لطوله منه قبل ذلك، فمكثوا يعملون حولا كاملا حتى أكلت الأرضة عصاه، فخر ميتا، فعلموا بموته. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: فشكرت الجن الأرضة، فهم يأتونها بالماء، والطين في جوف الخشب، وقالوا لها: لو كنت تأكلين الطعام والشراب؛ لأتيناك بهما. انتهى. خازن بتصرف. ومثله في الكشاف، والقرطبي، فذلك قوله تعالى:

{ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ} أي: ما دل الجن، أو ما دل آل سليمان على موته. {إِلاّ دَابَّةُ الْأَرْضِ} أي: الأرضة، وهي دويبة، يقال لها: سرفة، والأرض فعلها، فأضيفت إليه، يقال: أرضت

<<  <  ج: ص:  >  >>