للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجملة الاتية، التقدير: أئذا متنا... نبعث، ولا يجوز أن يعمل فيها (مبعوثون) لأن ما بعد (إنّ) لا يعمل فيما قبلها، وينبغي أن تعلم: أن (إذا) هنا ظرف مجرد عن الشرطية، فإن تقدير الكلام: (أنبعث إذا...) إلخ وهذا قول غير سيبويه. {وَكُنّا:} (الواو): حرف عطف. (كنا):

فعل ماض ناقص مبني على السكون، (ونا): اسمه. {تُراباً:} خبره، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها. {وَعِظاماً:} معطوف على ما قبله. {أَإِنّا:} (الهمزة):

حرف استفهام إنكاري. (إنا): (إنّ): حرف مشبه بالفعل، (ونا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَمَبْعُوثُونَ:} (اللام): هي المزحلقة. (مبعوثون): خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية: {أَإِنّا..}. إلخ مؤكدة لما قبلها، والاستفهام فيها مبالغة في الإنكار، وبدون الاستفهام فيها حصل الإنكار بالأولى، وهذه مرتبطة فيها، فالإنكار بالأولى إنكار فيها أيضا، ولا تنس أن الكلام: {أَإِذا مِتْنا..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول.

{أَوَ:} (الهمزة): حرف استفهام أيضا. (الواو): حرف عطف. هذا؛ وقرئ بسكون الواو على أنها (أو) العاطفة المقتضية للشك، وأكثرهم قرأ بفتحها، فمن فتح الواو أجاز في:

{آباؤُنَا} وجهين: أحدهما: أن يكون معطوفا على محل (إنّ) واسمها، والثاني: أن يكون معطوفا على الضمير المستتر في: {لَمَبْعُوثُونَ} واستغنى عن الفصل المطلوب بالفصل بهمزة الاستفهام، ومن سكن الواو تعين فيه الأول دون الثاني على قول الجمهور لعدم وجود الفاصل.

انتهى. جمل نقلا عن السمين في غير هذا الموضع. هذا؛ وعلى تسكين الواو يكون {آباؤُنَا} مبتدأ خبره محذوف، ويكون فحوى الكلام عطف جملة على جملة، التقدير: أنحن نبعث، أو آباؤنا يبعثون؟

{قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦)}

الشرح: {قُلْ:} هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ} يعني: الاباء، والأبناء، بل الأولين، والاخرين من ذرية آدم إلى يوم القيامة. وانظر سورة (التغابن) رقم [٩] فإنه جيد.

{لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} يعني: إنهم يجمعون، ويحشرون ليوم الحساب، وهو ما وقتت به الدنيا من يوم معلوم، والميقات: ما وقت به الشيء؛ أي: حدّ، ومنه مواقيت الإحرام، وهي الحدود؛ التي لا يجاوزها من يريد دخول مكة إلا محرما. هذا؛ وفي سورة (الصافات) رقم [١٨]: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ} جواب لمثل هاتين الايتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>